استبق وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع وصول نظيره العراقي السيد محمد سعيد الصحاف الى دمشق، بتأكيد تمسك بلاده بپ"الحل الديبلوماسي" ورفضها "التصعيد والحل العسكري"، داعياً العراق الى "تنفيذ قرارات مجلس الأمن". وكان الشرع يتحدث الى "الحياة" عشية وصول الصحاف في أول زيارة لوزير خارجية عراقي منذ أكثر من 17 عاماً. وقالت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان وزير الخارجية العراقي سيصل ظهر اليوم الى العاصمة السورية عبر نقطة التنف على الحدود العراقية - السورية حيث سيكون معاون وزير الخارجية السوري السفير سليمان حداد في استقباله. وأشارت المصادر الى "مؤشرين مهمين" في الزيارة: "أولهما، انه تم عبر نقطة الحدود المشتركة ما يعطي بعداً اضافياً لخطوات التقارب التي بدأت في ايار مايو الماضي وتبلورت في زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في الأزمة السابقة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ثانيهما، ان المسؤول العراقي يبدأ جولته العربية من دمشق التي كانت علاقتها متوترة مع بغداد منذ بداية الثمانينات، الأمر الذي يعتبر بمثابة رسالة سورية الى الدول العربية الاخرى". وقالت المصادر ان الوزير العراقي "طلب زيارة سورية في اطار جولته العربية التي ارجئت أياماً بسبب وجود مبعوثين دوليين في بغداد". وقال الوزير الشرع رداً على سؤال ل "الحياة" انه سيلتقي نظيره العراقي "لأستمع منه الى موقف العراق من الأزمة مع الاممالمتحدة"، مشيراً الى ان موقف دمشق "معروف وواضح ومبدئي" ذلك انها "تتمسك بقوة بوحدة الأراضي العراقية وسلامتها"، وانها في الوقت الذي تطالب بغداد ب "تنفيذ قرارات مجلس الأمن" فإنها "تعارض التصعيد وأي عمل عسكري" يستهدف العراق. وأضاف: "إننا نرى ضرورة معالجة الوضع المتأزم بين الاممالمتحدةوالعراق بالطرق الديبلوماسية، ونؤيد كل الجهود الديبلوماسية البعيدة عن العمل العسكري". وكانت مصادر سورية قالت ان الأمر "الأخطر" في "لعبة العدوان" على العراق هو اشراك اسرائيل "المعتدية الأولى والاساسية على مجلس الأمن"، واستغربت عدم صدور "أي احتجاج" اميركي أو بريطاني ضد "الممارسات الاسرائيلية وخرقها القوانين الدولية وامتلاكها المخزون الكبير من القنابل النووية".