اعلن الرئيس السوداني عمر البشير انه اتفق مع الزعيم الليبي معمر القذافي على خطوات لتطوير العلاقات بين البلدين، و"تحريك اللجان المشتركة للتوصل الى فهم موحد وخطوات عملية". وكان البشير يتحدث الى صحافيين لدى عودته مساء الجمعة الى الخرطوم آتياً من طرابلس حيث شارك في القمة الثانية للدول الافريقية المطلة على الصحراء الكبرى. وأكد موافقته على مبادرة ليبية لتحسين العلاقات بين بلاده وأريتريا. وقال: "الرئيس الاريتري اساياس افورقي زار الجماهيرية الليبية قبل وصولنا اليها. وعرض الزعيم القذافي امامه مبادرة لتحسين علاقات بلاده مع السودان. ونحن من جانبنا اكدنا موافقتنا على هذه المبادرة". من جهة اخرى، علمت "الحياة" من مصادر سياسية سودانية رفيعة المستوى ان الحكومة السودانية اصدرت قراراً بتأليف لجنة سياسية رسمية لدرس المطالب التي عرضتها هيئة شؤون الانصار اخيراً. وكانت الهيئة طلبت من الرئيس البشير اعادة املاك الانصار التي صادرتها الحكومة عام 1989، وتشمل بيت المهدي ومسجد الخليفة وقبة المهدي والسراي في ام درمان. وقالت المصادر نفسها، ان السلطات في الخرطوم ستتخذ خطوات ايجابية ازاء هيئة كيان الانصار طائفة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي في الداخل والخارج والسماح للأنصار بممارسة نشاطهم الديني باعتبارهم هيئة دعوية لا علاقة لها بالسياسة. ورجحت عقد لقاءات بين مسؤولين وقادة من الانصار لوضع ترتيبات للتفاهم بين الطرفين. الى ذلك اكدت مصادر سودانية في الخرطوم لپ"الحياة" ان قيادي بارز في هيئة شؤون الانصار التقى عدداً من المسؤولين وشرح لهم موقف الهيئة من القضايا السياسية. ودعا الحكومة الى تمكين الانصار من نشر الدعوة الانصارية في جنوب البلاد والسماح لهم بممارسة نشاطهم بحرية. وأصدر "المكتب التنفيذي للمجاهدين الأنصار" بياناً اكد فيه تمسكهم بأهدافهم الدينية والوطنية وعدم تخليهم عن مطالبهم المتمثلة في انشاء مشاريع زراعية وتخصيص اراض سكنية للمجاهدين. وذكر البيان الذي تلقت "الحياة" نسخة منه امس ان "لدى المجاهدين الانصار تنظيماً ومكتباً تنفيذياً يمثلانهم، وينضويان تحت لواء هيئة شؤون الانصار الشرعية التي يقودها الأمين العام خالد محمد ابراهيم". من ناحية اخرى، قالت وصال المهدي زوجة الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان السوداني انها مستعدة للتوسط بين الحكومة الحالية وشقيقها الصادق المهدي. وأضافت لصحيفة "الوفاق" المستقلة امس "ان كل الجهود والاجتهادات يجب ان توظف لمصلحة وحدة صف اهل الرسالة الخاتمة. وما يجمع القوى السياسية والتيارات الوطنية في السودان أقوى بكثير مما يفرقها".