السيد المحرر، نسب الاستاذ محمد الاشهب "الحياة" في شباط / فبراير 1998 للرئيس الراحل هواري بومدين قوله "لو كنت أعرف ان المغرب سيصمد في حرب الصحراء الغربية ثلاث سنوات لغيّرت موقفي قبل اندلاع الصراع"، وهو قول غريب وجديد. والحديث عن الصحراء الغربية يمكن ان يطول، لكنني استطيع أن أؤكد، وقد عملت مع الرئيس بومدين، منذ اندلاع الازمة الى يوم وفاته، ولم اسمع منه هذا التعبير على الاطلاق، بغض النظر عن أن المقولة نفسها تتناقض مع حقائق الازمة التي تزامنت، تقريباً، مع الاتفاقية الثانية لفك الاشتباك على الجبهة المصرية، التي كانت الخطوة الاولى نحو كامب ديفيد، كما تزامنت مع فتح قناة السويس للملاحة ولم تعد اوروبا مضطرة للدوران حول رأس الرجاء الصالح 1975. وحدثت الازمة ايضاً في العام الذي اغتيل فيه الملك فيصل واندلعت فيه الحرب الاهلية في لبنان. ومن هنا وُضعت، كما تفضل الكاتب، في سياق اكبر من مشاكل بين بلدين، وبدا واضحاً انها واحد من مؤشرات اعادة ترتيب الاوراق في المنطقة العربية، ويمكن ان نصل بها الى الحرب العراقية - الايرانية، والتدخل السوفياتي في افغانستان، بعد اعدام محمد علي بوتو. القضية اذن ليست بهذه البساطة.