يصل الى القاهرة خلال الايام الثلاثة المقبلة ثلاثة وزراء يونانيون في اطار تحرّك من اجل تطوير العلاقات المصرية - اليونانية. وسيزور مصر وزراء الدفاع أكيس تسوخا بولوس والداخلية جورج روميوس والخارجية تيد دور بنغالوس أيام 16 و19 و22 من الشهر الجاري، على التوالي، لإجراء محادثات مع نظرائهم المصريين المشير حسين طنطاوي واللواء حبيب العادلي والسيد عمرو موسى، وتتناول المحادثات دعم العلاقات الثنائية. وكان مقرراً أن تبدأ زيارة وزير الداخلية اليوناني أمس إلا أنها أرجئت بناء على طلبه لانشغاله بإضرابات المزارعين في بلاده. وتأتي زيارة تسوخا بولوس تلبية لدعوة من المشير طنطاوي كان وجهها إليه خلال زيارته لأثينا في حزيران يونيو العام الماضي، والتي وُقع خلالها بروتوكول للتعاون العسكري بين البلدين، وأكد عمق العلاقات المصرية - اليونانية في المجال العسكري اذ يرتبط البلدان باتفاق تعاون عسكري وقع في العام 1994، وكان وزير الدفاع اليوناني اعتبر أن البروتوكول "جاء متأخراً، إلا أنه سيحقق رغبة الشعبين والحكومتين في التعاون لتحقيق أمن المنطقة". يذكر أن اليونان أعلنت في اعقاب زيارة طنطاوي تأجيل مناورات مشتركة مع إسرائيل كان مقرراً إجراؤها في منطقتي شرق بحر إيجة وجنوبه. وعزت أثينا ذلك إلى التعاون العسكري الإسرائيلي - التركي وتنفيذ البلدين تدريبات مشتركة قرب جزيرتي كريت وقبرص. وعلى صعيد المحادثات الأمنية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب ستتناول محادثات روميوس والعادلي التعاون الأمني، وسيبرم الوزيران اتفاقاً يتضمن تبادل المعلومات وتسليم المجرمين والفارين من العدالة. وكان وفد أمني مصري زار اثينا في حزيران يونيو العام الماضي لإعداد مشروع اتفاق في اعقاب الهجوم الإرهابي على فندق أوروبا في منطقة الهرم في الجيزة الذي راح ضحيته 18 سائحاً يونانياً. اما وزير الخارجية اليوناني فسينقل الى الرئيس حسني مبارك رسالة من نظيره اليوناني قسطنطين استيفانوبولس تتناول العلاقات الثنائية والتطورات في منطقة شرق المتوسط وعملية السلام في إطار التشاور المستمر بين البلدين للتنسيق إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك، خصوصاً التحالف العسكري الإسرائيلي - التركي وتداعياته في المنطقة. وسيعقد بنغالوس وعمرو موسى محادثات تتناول دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والوضع في البلقان. وتأتي زيارات المسؤولين اليونانيين الى مصر في ظل أجواء تشهد فيها العلاقات تطورات إيجابية على المستوى الشعبي، اذ منحت السلطات المصرية أخيراً الجنسية لثلاثة وثلاثين يونانياً من بين 170 طلبوا الحصول على الجنسية فيما أعطت السلطات اليونانية العاملين المصريين في اليونان وضعاً خاصاً لتقنين أوضاعهم. وكان التحالف التركي - الإسرائيلي دفع العلاقات المصرية - اليونانية الى أمام، على أكثر من صعيد، وشهد العام الماضي جملة من الزيارات الرسمية وتفعيلاً للتنسيق السياسي ازاء قضايا دولية واقليمية. لكن لوحظ أن هذه الزيارات كانت كلها يونانية في اتجاه مصر باستثناء زيارة المشير طنطاوي. وتلقى الرئيس مبارك وعمرو موسى دعوتين رسميتين من نظيريهما اليونانيين لزيارة اثينا ولم يحدد بعد موعدهما.