أقفل رئيس مجلس الشورى البرلمان الإيراني حجة الإسلام علي اكبر ناطق نوري باب الحوار مع "الجانب الاميركي لأننا لا نثق بتاتاً" به، وتركه مفتوحاً امام "الدول العربية وخصوصاً دول الجوار لتعزيز العلاقات" معها. واعتبر ان توجيه الولاياتالمتحدة ضربة الى العراق "تدخّل في الشؤون الداخلية"، وقال ان ايران "لا يمكن ان تقف مكتوفة" حيال ما يدور قرب حدودها من تطوير للعلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل. ودعا اسرائيل الى "الانسحاب من كل الاراضي التي احتلتها" وأكد دعم المقاومة في لبنان. اختتم نوري امس زيارة لدمشق التقى خلالها الرئىس حافظ الأسد ونائبه السيد عبدالحليم خدام ورئيس مجلس الشعب عبدالقادر قدورة ورئىس الوزراء محمود الزعبي، وبدأ زيارة لبيروت تستمر حتى غد السبت. وقال في دمشق "ان ايران جارة لتركيا ولا يمكننا ابداً ان نغض الطرف وأن نقف مكتوفين حيال المسائل التي تقع هناك. تابعنا عن كثب التعاون التركي - الاسرائيلي، ولا نزال نتابع هذا التعاون عن قرب"، معتبراً ان "الوجود" الاسرائيلي في تركيا ينطوي على "مخاطر وأن هذا التعاون يعد خطوة في مجال الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة برمّتها"، وسيعطي "شرعية الى نظام غير مشروع يرغب في احتلال اراضي الغير بالقوة". وسئل عن موقف بلاده من الازمة العراقية - الاميركية، اجاب: "اي هجوم عسكري يمكن ان يقع على العراق سيكون عملاً سلبياً ونقضاً لكل القوانين والأعراف الدولية وسيلحق الضرر بالشعب العراقي"، وسيكون "تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، لكنه اكد "وجوب ان يهتم الجانب العراقي بتنفيذ القرارات الدولية التي اتخذت في هذا الاطار". وبعدما اشار نوري الى "اننا نتابع" ما دار بين الرئىس الروسي بوريس يلتسن والمسؤولين الاميركيين وقول الرئىس يلتسن ان تصرفات الرئىس الاميركي بيل كلينتون ستؤدي الى حرب عالمية، قال "ان الجانب الروسي جاد في موقفه هذا ويحاول دائماً الحيلولة دون وقوع هجوم اميركي"، لأن موسكو "وقفت منذ اليوم الأول للتهديد الاميركي للعراق، ضد هذه الحملة الاميركية ونددت بها". وسئل عن مستقبل "الحوار" مع واشنطن الذي اعلن منافسه الفائز في الانتخابات الاخيرة الرئىس الايراني سيد محمد خاتمي استعداده لإجرائه بدءاً بالمفكرين الاميركيين، اجاب "ان الحديث والحوار مع الشعب الاميركي يختلفان عن الحوار مع الحكومة الاميركية"، لكنه اكد عدم جدوى حوار كهذا "لأن لا فائدة ولا خير ينطويان على اجراء هذه المحادثات لأننا لا نثق بتاتاً بالجانب الاميركي"، لافتاً الى ان هذا الاخير "لم يبد اي حسن نية حيال ايران" خلال السنوات العشرين الاخيرة. وعن العلاقات مع الدول العربية التي شهدت تحسناً في الاشهر الاخيرة، قال "ان علاقات ايران مع الدول العربية وخصوصاً دول الجوار كانت حسنة ولا تزال على هذا النمط. فإيران حريصة على استمرار الحوار مع الدول العربية بما يسهم في تعزيز العلاقات". في بيروت وكان نوري وصل الى مطار بيروت آتياً من دمشق، العاشرة قبل ظهر امس، وكان في استقباله الرئىس نبيه بري وعدد من النواب والمسؤولين، اضافة الى اعضاء السفارة الايرانية وجمع من رجال الدين. وجدد نوري في تصريح في المطار "دعم ايران للمقاومة في الجنوب". وقال "ان هذه الزيارة ستقوي من أسس دعمنا لحركة المقاومة عموماً في لبنان وفي الجنوب خصوصاً". وأشار الى "ان المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية عموماً والبرلمانية خصوصاً، اضافة الى العلاقات التجارية والاقتصادية وآخر التطورات الاقليمية". ورحّب الرئىس بري بنظيره الإيراني لافتاً الى ان زيارته "تأتي في مرحلة دقيقة تمرّ فيها المنطقة وفي وقت تدق طبول الحرب ضد العراق من اجل اعادة رسم الخطط الجديدة للمنطقة والتي يشكل التحالف التركي - الاسرائيلي احداها". وأكد "ان اسرائيل تسعى دائماً الى تحجيم المقاومة في الجنوب اللبناني"، مشيراً الى "ان الزيارة تأتي بعد مؤتمر القمة الاسلامية في طهران وتسهم في شكل فاعل في تنسيق العلاقات بين المجلس النيابي اللبناني ومجلس الشورى الايراني"، معتبراً "ان قرارات قمة طهران الاخيرة تحتاج الى متابعة من البرلمانات العربية وخصوصاً مسألة السوق الاسلامية المشتركة". وانتقل بري ونوري الى ساحة النجمة حيث بدأت المحادثات البرلمانية اللبنانية - الايرانية في حضور اعضاء لجنة الصداقة بين البلدين والوفد الايراني المرافق. ودارت المحادثات على القضايا التي بحثت في طهران ومن ضمنها تعزيز لغة الخطاب السياسي الإيراني الخاص بلبنان، التي تشدد على صيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية ومشروع الدولة في لبنان، والآثار السلبية المترتبة على الازمة العراقية الاخيرة والانعكاسات الخطيرة للعلاقات التركية - الاسرائيلية على مجمل الوضع في الخليج والشرق الاوسط، اضافة الى الموقف الاسرائيلي الذي يؤزّم الوضع في الشرق الاوسط ووصول عملية التسوية الى حائط مسدود بسبب اتجاه الشارع الاسرائيلي المتزايد نحو اليمين والتأكيد ان اسرائىل لا تسعى نحو السلام انما الى كسب الوقت واستثماره لمصلحة تعزيز نظامها الأمني، وسط تأكيد ايراني على سياسة طهران الثابتة في دعم سورية والمقاومة في لبنان. وبعد الغداء، اصطحب الرئيس بري ضيفه الايراني الى قصر بعبدا حيث اجرى محادثات مع رئيس الجمهورية الياس الهراوي. ومساءً اقام بري مأدبة عشاء تكريمية على شرف نوري حضرها جمع من الشخصيات.