شانون ارلندا - رويترز - تشاورت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع نظيرها الروسي يفغيني بريماكوف هاتفياً امس في الازمة الراهنة مع العراق، وأكدت ان الزعماء العرب الذين التقتهم اخيراً مستعدون لقبول عمل عسكري اميركي ضد بغداد اذا اخفقت الجهود الديبلوماسية في حل الازمة الحالية، فيما كرر وزير الدفاع الاميركي ويليام كوهين ان الهدف الاميركي من استخدام القوة "سيكون العمل للخفض من قدرة العراق على تصنيع اسلحة الدمار الشامل او خزنها او اعادة بنائها وكذلك الحد من قدرته على تهديد جيرانه". وأعرب الوزير الاميركي في شهادة له بعد ظهر الثلثاء امام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ ان في استطاعة الولاياتالمتحدة تحقيق هذه الاهداف من دون اللجوء الى "غزو بري" للعراق. وقال ان من الممكن ان تضطر واشنطن الى استخدام القوة مجدداً في المستقبل اذا استمر الرئيس صدام حسين في رفض التقيّد بقرارات الاممالمتحدة. وأضاف كوهين ان وزارة الدفاع تأخذ في الاعتبار امكانات استخدام العراق اسلحة دمار شامل من ترسانته الحالية، لافتاً اعضاء اللجنة الى ضرورة عدم رفع التوقعات في شأن قدرات استخدام القوة الجوية وحدها، لكنه رفض الدخول في تفاصيل هذا الموضوع في الجلسة العلنية التي تلاها اجتماع مغلق مع زعماء مجلس الشيوخ، حضره رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال هيو شيلتون ومستشار الرئيس لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر. وأوضح كوهين ان استعمال القوة العسكرية ضد العراق ستحد من قدراته على انتاج اسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها. وقال مرتاح للوضع في حال استخدام القوة "ذلك اننا سنكون قادرين عن تنفيذ اي خطط لدينا وسنحصل على دعم حلفائنا". لكن برنت سكاوكروفت مستشار الامن القومي للرئيس السابق جورج بوش اعرب عن شكه في ان يقنع صدام حسين بالسماح بعمليات التفتيش حتى في حال توجيه ضربة عسكرية له. وقال "نحن قصفناه بشدة اكبر مما نستطيع الآن على مدى 30 يوماً قبل بدء الحرب ولم يغير رأيه في اي شيء". في غضون ذلك ابلغت وزيرة الخارجية الاميركية الصحافيين الذين رافقوها في طريق عودتها الى واشنطن من جولتها على المنطقة ان الزعماء العرب الذي التقتهم مستعدون لقبول عمل عسكري اميركي ضد العراق في حال فشل الجهود الديبلوماسية. لكنها اضافت: "سأقول ايضاً للرئيس كلينتون انهم يفضلون الوسائل الديبلوماسية لكن لا احد منهم طلب مني سؤال الرئيس الا يستخدم القوة". ولاحظ الصحافيون ان اولبرايت اختارت كلماتها بعناية مستخدمة النفي مرتين في جملة واحدة لأنها كانت عاجزة ان تعلن بصراحة بعد اربعة ايام قضتها في الشرق الاوسط والخليج ان الدول العربية تساند حقاً اتخاذ عمل عسكري ضد العراق. وقالت ايضاً ان الزعماء العرب يتفقون مع واشنطن على انه يجب على العراق ان يذعن لمطالب مجلس الامن وان بغداد تتحمل المسؤولية عن "العواقب الوخيمة" اذا ادت الازمة الحالية الى عمل عسكري. وكررت اولبرايت ان الوقت يوشك ان ينفد بالنسبة الى الجهود لحل ديبلوماسي مؤكدة "ان كل الدول ستتعاون اذا اقتضت الضرورة استخدام القوة".