"ازرع أوردتك وشرايينك الدموية من خلايا جسمك"- هذ االعنوان اختارته الصحافة العلمية للاعلان عن تقنية جديدة لتنمية الأوردة والشرايين الدموية من الخلايا يتوقع أن تحدث ثورة في جراحة القلب والجهاز الدموي. ويعتقد الأطباء أن تقنية انتاج أوردة من خلايا الجسم يمكن أن تضع نهاية لعمليات المجاز bypass التي يتم فيها استبدال الأوردة التالفة بأوردة مأخوذة من ساق المريض أو أي جزء من جسمه. ولن تسبب الأوردة النامية من جسم المريض نفسه مشاكل الرفض أو ردود الأفعال الخطيرة التي تسببها الأوردة الصناعية المصنوعة من البلاستيك أو من طبقات الجلد. وسيتعرف جسم المريض على الأوعية ويتقبلها جهاز المناعة الخاص بالجسم لأنها منه نفسه وليست غريبة عنه. وكانت محاولات سابقة جرت لتنمية أوعية من الخلايا لم تنجح لأن الأوعية كانت ضعيفة. إلاّ أن التقنية الجديدة تنتج أوعية قادرة على مقاومة ضغوط تزيد أكثر من 20 مرة عن تلك الموجودة في جسم الانسان. فتح طبي تشبه عملية تنمية وطيّ طبقات الأوردة "لفّ المعجنات"، وفق تعبير عضو في الفريق الطبي الذي طور الطريقة الجديدة في كلية الطب في جامعة لافال في كويبك في كندا. وذكر عضو في الفريق للمجلة العلمية البريطانية "نيوساينتست" أن الأوعية الجديدة تتكون، مثل الأوعية الطبيعية من ثلاث طبقات بدءاً من خلايا البطانة، ثم الغلالة البرانية للأوردة التي تحتوي على طيّات عدة من خلايا الجلد تضفي على الأوردة قوتها. وتنحشر بين الغلالة والبطانة طبقة من خلايا العضلات الناعمة. وقام الفريق أولاً بتنمية خلايا العضلات الناعمة على شكل طبقة مسطحة ولفّها حول اسطوانة بلاستيكية مجوفة في حجم تجويف الأوردة. ولجأ الباحثون الى تثخين انبوبة خلايا العضلات عن طريق غطس الاسطوانة في مفاعل بيولوجي مملوء بمواد مغذية، مثل الحوامض الأمينية. ثم غُلّف هذا الانبوب بطبقة مسطحة من خلايا الجلد التي جري تنميتها في المختبر. وترعرعت خلايا الجلد المغذاة بالمواد المغذية في المفاعل البيولوجي وأصبحت قوية وغنية بمادة الكولاجين، التي تميز غلالة الأوردة. وأمكن عن طريق ذلك الحصول على طبقة الغلالة دون مواد اصطناعية. استغرقت عملية نمو الأوعية حتى استكمال قوتها تسعة أسابيع. وأزال الباحثون أخيراً الانبوب البلاستيكي الذي قام بدور الصقالة، وغُمرت بطانة الخلايا الناعمة في وعاء يحتوي على خلايا البطانة ومواد خاصة تساعد على نموها. وغطي السطح الناعم للعضلات تدريجاً بخلايا البطانة التي أكملت الأوردة. ويتوقع أن تبدأ التجارب علي البشر خلال ثلاث سنوات وتحويل هذاالفتح الطبي الى أوردة وشرايين جاهزة ومفصلة من خلايا المرضى.