أكد مراقبون أن مشروع ربط شبكات كهرباء دول المشرق والمغرب العربي والذي ستكون القاهرة همزة الوصل فيه، لبنة على طريق إقامة السوق العربية المشتركة التي طال انتظارها. إذ ان المشروع سيتيح بيع وشراء الطاقة الكهربائية بين الدول المشاركة وبينها وبين الدول الأوروبية. وجاء في دراسة للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي موّل مراحل المشروع الجاري تنفيذه حالياً، ان بلدان الوطن العربي مهيأة بصورة أفضل من الناحية الجغرافية لمشروع الربط الشامل للشبكات الكهربائية وانه من الأفضل ألا يقتصر على الربط الثنائي بين قطرين أو مجموعات دول متجاورة بل هناك ضرورة لشمولية المشروع على مستوى الوطن العربي، إذ أن هناك مساحات جغرافية كبيرة يمكن أن تستفيذ من عمليات الربط خصوصاً اذا ما ارتفعت الكميات المنتجة والمستهلكة من الطاقة الكهربائية. وأشارت الدراسة إلى أنه من الممكن مستقبلاً في حال الربط الشامل للوطن العربي أن يتم تبادل الطاقة الزائدة، إذ يمكن نقل ما يزيد عن حاجة المغرب إلى مصر ثم إلى السعودية، وذلك في ظل تقنيات حديثة تقضي على أية صعوبات فنية. وقال وزير الكهرباء والطاقة المصري ماهر اباظة إن هناك مزايا عدة ناتجة عن مشروع الربط لدول المشرق العربي والتي تضم مصر والاردن وسورية والعراق وتركيا وربطها بشبكة دول المغرب العربي التي تضم مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، إذ من المقرر ربط الشبكة العربية بالأوروبية من طريق محورين شرقاً لم تحدد ملامحهما بعد، وعن طريق محورين غربا من تونس الى ايطاليا ومن المغرب الى اسبانيا، وهذا سيحقق وفراً في الكلفة الرأسمالية، وفي كلفة التشغيل لمحطات توليد الكهرباء وذلك لمقابلة مستوى معين من الطلب على الطاقة. وأشار إلى أن الوفر في الكلفة الرأسمالية يرجع الى خفض احتياط التوليد اللازم لتغذية الشبكات المرتبطة مقارنة بالمنفصلة، إذ يقدر التخفيض في الاحتياط بنحو 14320 ميغاواط بينها نحو 13320 في المشرق العربي، ونحو 1000 ميغاواط في المغرب العربي. ويترتب على هذا الوفر في القدرات المركبة وفر في الاستثمارات يقدر بنحو 2،10 بليون دولار، والباقي يخص المغرب العربي وفي الوقت نفسه تقدر الاستثمارات اللازمة لاقامة خطوط الربط بنحو 10 بلايين دولار بينها 5،5 بليون تخص دول المشرق العربي، والباقية لدول المغرب العربي ومن ثم يتحقق وفر يصل الى نحو 2،4 بليون منها 6،3 لدول المشرق العربي والباقية لدول المغرب العربي. وأشار أباظة إلى أن القاهرة ستكون حلقة الوصل الرئيسية في مشروع الربط العربي والأوروبي اذ تقرر قيام بورصة عالمية لبيع وشراء الطاقة الكهربائية على غرار البورصة المقامة في سويسرا والتي تقوم بالدور نفسه بين دول غرب اوروبا. ويقول رئيس هيئة كهرباء مصر مصطفى سويدان إن الأشهر المقبلة ستشهد ربط الشبكة المصرية بالأردنية وتبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين، إذ تتم حالياً المرحلة الاخيرة لعمليات ربط الشبكتين عن طريق كيبل بحري من طابا الى العقبة بطول 13 كيلومتراً، وعلى عمق 850 متراً وبكلفة نحو 80 مليون دولار. وستشهد السنة الجارية ربط شبكتي كهرباء مصر وليبيا والذي تقوم بتنفيذه إحدى الشركات المصرية وذلك بتمويل من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي علماً أن عمليات الربط لشبكتي ليبيا وتونس اوشكت على الانتهاء. وذكر أن الشبكة التونسية مرتبطة بالجزائرية، وهذه الأخيرة مرتبطة بدورها بالمغربية والتي سيتم ربطها بإسبانيا المرتبطة بالشبكة الاوروبية. وذكر رئيس الهيئة ان اجتماعاً على مستوى رفيع سيعقد في روما يضم وزراء الكهرباء والطاقة من ايطالياواسبانيا ودول المغرب العربي خلال نيسان ابريل المقبل للاتفاق على الربط العربي - الاوروبي، وإمكان تبادل الكهرباء بيعاً وشراءً بين الدول المشاركة في الشبكة العربية والشبكة الأوروبية.