رحب الرئيس حافظ الأسد ب "أي مبادرة جدية" لإحياء عملية السلام والمفاوضات السورية - الإسرائيلية لأنها "تستجيب لمشاعر الناس وتطلعاتهم إلى السلام" بعد التوصل إلى "التسوية السلمية" التي حصلت بين العراق والأمم المتحدة ل "طي الأزمة". وقال الناطق الرئاسي السيد جبران كورية إن كلام الأسد جاء في اتصال هاتفي تلقاه مساء أول من أمس من رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي، مشيراً إلى أنهما بحثا في "التسوية السلمية التي تم التوصل إليها للأزمة العراقية، إذ قال برودي إن الحل أبعد خطر حرب كانت ستترك آثارها على الجميع، وأن بلاده لا تريد حصول أي شيء من هذا القبيل ثانيةً". وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اتصل قبل يومين بالرئيس الأسد الذي أكد ان "من الطبيعي أن يغلق الاتفاق باب الاحتمالات العسكرية"، مبدياً "الارتياح لموافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على اتفاق لطي الأزمة" الذي هو "حدث مهم". وأشار السيد كورية إلى أن رئيس الوزراء الايطالي "أعرب عن رغبة بلاده في الخروج بسياسة جديدة تغير وجه الشرق الأوسط وتعمل من أجل السلام وإعادة مسيرة السلام، وتمنى أن تظل الاتصالات قائمة بين ايطاليا وسورية في هذا المجال، ووعد باطلاع سورية على الأفكار التي ستتبلور" في إطار تحريك العملية السلمية. وتابع الناطق الرئاسي ان الأسد "رحب بأي مبادرة لإحياء عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومرجعيتها"، وأنه قال "إن أي مبادرة من هذا النوع ستخلق جواً مناسباً في المنطقة يستجيب لعواطف الناس ومشاعرهم وتطلعاتهم إلى السلام"، مبدياً الاستعداد ل "التعاون من أجل السلام العادل الشامل". خدام وفي السياق ذاته، أعرب نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام عن الأمل بتركيز الجهود على عملية السلام بعد ابتعاد "شبح الحرب" نتيجة توقيع اتفاق حل الأزمة بين العراق والأمم المتحدة. وقال نائب الرئيس في تصريحات صحافية أدلى بها بعد لقائه رئيس مجلس ال "دوما" الروسي غينادي سيلزنيوف "ان طريق الوصول للسلام في الشرق الأوسط واضح وهو ان تلتزم إسرائيل قرارات مجلس الأمن والمرجعية التي قامت عليها العملية السلمية واستئناف المفاوضات من حيث توقفت والالتزامات التي قبلت بها حكومة الراحل اسحق رابين"، مشيراً إلى استحالة "قيام سلام في المنطقة مع استمرار الاحتلال والعدوان"، معرباً عن الأمل ب "تنفيذ اتفاق بغداد، لأن توقيعه أبعد شبح الحرب عن المنطقة، كما نأمل بأن يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". واجتمع سيلزنيوف إلى الرئيس حافظ الأسد وبحثا في العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة. وقالت مصادر رسمية إن الجانبين السوري والروسي "أبديا عدم ارتياحهما لسياسة القطب الواحد على الساحة العالمية". وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" إن دمشقوموسكو تبحثان "في شكل جدي إعادة العلاقات الاستراتيجية إلى ما كانت عليه" بين سورية والاتحاد السوفياتي السابق لتشمل التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية. وكان الأسد استقبل قبل يومين وزير العدل الروسي سيرغي ستيباشين وتسلم منه رسالة خطية من الرئيس بوريس يلتسن تؤكد ضرورة إعادة "العلاقات التاريخية - الاستراتيجية" بين موسكوودمشق. وقال الناطق الرئاسي السيد جبران كورية إن الرئيس الأسد "أبدى ارتياحه للتطور الايجابي" الذي تشهده العلاقات "لتحقيق تطور ملموس للتعاون الثنائي متعدد الاشكال خلال العام الجاري وفي المستقبل". ووقع الجانبان في ختام اجتماعات اللجنة المشتركة خمسة اتفاقات ثنائية بينها اتفاق للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.