أكد مصدر في "مؤسسة الدراسات السياسية الدولية" التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية ل "الحياة" أن "خبيرين" توليا سابقاً مهمات في الإدارة الأميركية سيشاركان في ندوة عن الخليج تبدأ في طهران غداً. وامتنع المصدر عن ذكر اسمي الخبيرين. لكنه قال ان احدهما شغل سابقاً منصب مستشار لمجلس الأمن القومي الأميركي، وهو الآن عضو في "مركز نيكسون للسلام والحرية"، وزميله سفير سابق وعضو في معهد الشرق الأدنى في واشنطن. وأوضح أن أكاديميين وباحثين وخبراء من أوروبا وروسيا ودول عربية سيقدمون بحوثاً ويحضرون نقاشات في جلسات مغلقة. وكان أساتذة في جامعات أميركية شاركوا خلال السنوات الثلاث الماضية في ندوات ومؤتمرات مشابهة في طهران، ولكن بدا أن توقيت وصول "الخبيرين" الأميركيين إلى العاصمة الإيرانية، أمس، يشكل تطوراً في درجة "التمثيل" الأميركي في ندوات ذات طابع سياسي تنظمها الخارجية الإيرانية. وتأتي زيارتهما لطهران بعد زيارة مماثلة قام بها فريق مصارعين أميركيين وحظي باهتمام لافت في إيران رسمياً وشعبياً. وعلى رغم أن مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون التعليم والبحوث رئيس "مؤسسة الدراسات السياسية الدولية" المنظمة لندوة الخليج، الدكتور غلام علي خوشرو، نفى أن يكون هناك أي بعد سياسي لمشاركة الفريق الأميركي في دورة للمصارعة في طهران، فإن الجدل السياسي والرسمي الذي رافق حضوره أضفى على مشاركة المصارعين الأميركيين الخمسة طابعاً سياسياً، خصوصاً عندما انتقد النائب المحافظ حجة الإسلام رضا فاكر "الحفاوة" التي لقيها الفريق، معتبراً أن ما لوحظ من "مجاملات ومزاح مع الأميركيين يعني خسارة للثورة والبلاد". ووصفت الصحف الإيرانية "المتشددة" زيارة الفريق ورفع علم الولاياتالمتحدة وعزف نشيدها الوطني بعد فوز أحد المصارعين الخمسة بالميدالية الذهبية ب "الإهانة الكبرى". لكن حضور رئيس البرلمان حجة الإسلام علي أكبر ناطق نوري محافظ حفلة اختتام مسابقات المصارعة كان بمثابة إشارة سياسية واضحة إلى أن ما يجري يأتي بموافقة "النظام" و"القيادة" في إيران ورضاهما، وليس فقط بتشجيع من حكومة الرئيس سيد محمد خاتمي الذي فتح أبواب التبادل الأكاديمي والإعلامي والرياضي والسياحي بين "الشعبين" الأميركي والإيراني بما سيساعد في "كسر حاجز انعدام الثقة" بين إيرانوالولاياتالمتحدة.