ينصرف جمهور كرة القدم في لبنان، ابتداء من اليوم الأحد وحتى الخميس المقبل، الى المتابعة الدؤوبة لمباريات الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الأندية الآسيوية البطلة ال17 مجموعة غرب آسيا التي يستضيفها الانصار بطل لبنان ومتصدر الدوري الحالي، وتشارك فيها أندية الهلال السعودي وبيروزي الايراني ونافباخور الاوزبكستاني. وتنطلق المباريات بعد ظهر اليوم بلقاء الهلال وبيروزي على ملعب طرابلس، ويلعب الأنصار ونافباخور مساء على ملعب بيروت البلدي. وقد اتخذت اللجنة العليا المنظمة الترتيبات الادارية والتنظيمية كافة، وأكد رئيسها عزت قريطم نائب رئيس الأنصار ان تكاليف الاستضافة تبلغ نحو 200 ألف دولار، جزء منها مغطى من قبل الاتحاد الآسيوي. وهذه التصفيات اختبار تنظيمي لقدرة اللبنانيين على استضافة نهائيات كأس الأمم الآسيوية ال12 سنة 2000. ويعوّل الانصار كثيراً على الدعم الجماهيري "على اعتبار ان الفريق يمثل كل لبنان"، كما قال رئيس النادي النائب سليم دياب، والذي ركّز على "وحدة الموقف الجماهيري" غامزاً من قناة "بعض السخفاء" الذين تسببوا باشكالات جماهيرية أثناء المباراة الودية التحضيرية التي خاضها الأنصار الثلثاء الماضي، وتعادل فيها مع منتخب لبنان الأولمبي 1-1. وسبق للأنصار ان خاض الدور ربع النهائي للمسابقة العامين 1993 في بانكوك، و1994 في الدوحة لم يخسر يومها أية مباراة، واكتفى بالاستعداد محلياً هذا الموسم من خلال مباريات بطولة الدوري العام، ونظراً لكثافتها لم يستطع التوجه الى معسكرٍ في القاهرة في الأسبوعين الأخيرين، بل انخرط في معسكر داخلي منذ نحو عشرة أيام. والانصار مطالب بالتأهل الى الدور نصف النهائي في الشهر المقبل على الرغم من فارق الامكانات، واعتبر مديره الفني عدنان الشرقي أن عاملي الأرض والجمهور يساعدان الى درجة معينة، وتبقى النقطة الأساسية ألا يكون مستوى العروض المقدمة أدنى مما هو عليه في بطولة الدوري اللبناني، مضيفاً: "لن نتذرع بأية صعوبات بل سنبذل قصارى جهدنا لتقديم أفضل العروض، ويبقى التوفيق من عند الله". ويشكو فريق الأنصار من بعض الاصابات في صفوفه، ستجعل كل من محمد المسلماني وبلال زغلول خارج التشكيلة، كما أن نظام المسابقة يفرض قيد 18 لاعباً بينهم ثلاثة أجانب بشكل نهائي قبل انطلاقها، ما يقلل من مناورة الفريق، ويجعل الشرقي امام معضلة إيجاد المعادلة المناسبة ولا سيما في خط الهجوم. ويتوقع ان يكون اجانب الفريق الثلاثة: المصري فوزي جمال في خط الدفاع، والعراقي ليث حسين صاحب الخبرة في هذه المسابقة مع فريقي الزوراء والرشيد في خط الوسط، والمصري علي جراده في خط الهجوم. ويشكل حسين مع زملائه مالك حسون وأحمد سقسوق وسليم حمزة قوة ضاربة في ربط خطوط الفريق وبناء الهجمات. ويكشف الشرقي ان المباراة الأولى التي ستجمع الأنصار ونافباخور اليوم هي الأهم "فإذا فاز الأنصار اجتاز نصف الطريق نحو التأهل، معنوياً على الأقل، اذ يصبح بحاجة الى نقطة واحدة، من مباراتيه التاليتين، وبالتالي يمكنه فيهما التحكم بأدائه ومراقبة عروض منافسيه، ولا سيما ان تحقيق المركز الثاني يؤمن بلوغه الدور نصف..."، واضاف الشرقي، ان خطة الاداء في المباراة الأولى ستتغير تلقائياً لتواكب ردة فعل نافباخور. من جهته، اعتبر مدرب نافباخور ليونيد ستروشكو ان فريقة سيركز في مبارياته على الحد من خطورة المهاجمين، مشيراً الى ان لاعبيه مهيأون بدنياً وتقنياً، وقد خضعوا لمعسكر داخلي في روسيا ثم توجهوا الى الامارات. وتضم التشكيلة أربعة لاعبين شاركوا مع المنتخب الأوزبكستاني في تصفيات كأس العالم 1998، هم اليكسي سيميونوف وديلمورود نازاروف وايلخوم شاريبوف وادوارد موموتوف. الهلال - بيروزي ويدخل الهلال السعودي التصفيات محصناً بالألقاب والانجازات وبريق النجوم، علماً ان لاعبيه سامي الجابر وخميس العويران سيلتحقان بزملائهما غداً الاثنين، لارتباطهما اليوم بمباراة المنتخب السعودي مع نظيره الألماني. وتضم جعبة الهلال اللقب الآسيوي للأندية البطلة 1991 وكأس الكؤوس 1996. وقد وجّه قبل أيام رسالة الى منافسيه باحرازه للمرة الثانية على التوالي كأس اندية دول مجلس التعاون الخليجي ال15، التي نظمها صور العُماني، بعد فوزه في ثلاثة مباريات وتعادله في اثنتين. وتوّج مهاجمه سامي الجابر هدافاً للمسابقة برصيد خمسة اهداف. وسيعوّل مدربه الروماني ايليا بيلاتشي على الاكوادوري جيلسون دي سوزا والكولومبي جون فالنسيا والزامبي اليجا ليتانا، الذين لم يلعبوا في الكأس الخليجية لأن نظامها لا يسمح بمشاركة الأجانب. ومن دولييه البارزين يوسف الثنيان وخالد التيماوي وأحمد الدوخي والحارسان عبدالله الدعيع وتركي العواد... وستكون مباراة الهلال وبيروزي عامرة بالندية، ولا سيما ان بيروزي يطمح ان يصبح رابع فريق ايراني يحرز اللقب الآسيوي للأندية بعد تاج 1970 والاستقلال 1990، وباس 1992، الذي سبق والتقى الانصار. وسبق ان لعب خوداداد عزيزي وكريم باقري قبل احترافهما، في صفوف بيروزي الذي يعتمد على حارس المرمى احمد رضا عبد زاده ومهد مهداوي ومحمد خاكبور ورضا شهرودي وجواد زارنشا. وقال رئيس البعثة حسن ابلديني ان فريقه بطل ايران في الموسمين الأخيرين، "وهو الاول في غرب آسيا"، لكنه ابدى استياءه من خوض مباراتين في طرابلس "ما ينعكس سلباً علينا...". الوصول الى الدور ربع النهائي والانصار خاض التصفيات الآسيوية بلقاء العربي الكويتي في بيروت ذهاباً وإياباً وفاز في المباراتين 2-1 و1-صفر، والتقى في الدور الثاني الوحدة اليمنى وفاز عليه في المباراتين اللتين اجريتا في بيروت أيضاً بنتيجة واحدة 2-صفر. وبالنسبة الى بيروزي الايراني فإنه تجنب لقاءات الدور الأول بطريقة التأهل بدون لعب، وفي الدور الثاني التقى الزوراء العراقي وتعادلا ذهاباً في بغداد سلباً وفاز بيروزي في الإياب في ايران 2-صفر وتأهل الى الدور الربع النهائي. ولم يلعب الهلال السعودي في الدور الأول وتأهل للدور الثاني، فالتقى مع الريان القطري الذي تأهل بانسحاب الهلال البحريني، ففاز السعوديون في الرياض 3-2 وأسفرت مباراة الرد في الدوحة عن التعادل السلبي بدون أهداف. ولم يخض فريق نافباخور الأوزبكستاني أي مباراة في الدور الأول وتأهل الى الدور الثاني والتقى دينامو دي شامبي من طاجكستان ففاز عليه في الذهاب في اوزبكستان 3-صفر وخسر اياباً في دي شامبي 1-2 وتأهل الى الدور الثالث من التصفيات. ونجح في قهر نيزا تركمانستان ذهاباً 6-1 وتعادلا إياباً في تركمانستان 2-2 فوصل الفريق الى الدور ربع النهائي.