إحتفال اوبرا فيينا هذه السنة هو السابع والأربعين منذ افتتاح دار اوبرا فيينا. عنوانه "ألف ليلة وليلة" حيث تقدم مقطوعات الموسيقار الفييناوي يوهان شتراوس ومنها "المارش الفارسي" وهي مقطوعة ألفها عام 1864 وحاز يومها الوسام الفارسي. ويحضر الاحتفال ويرعاه رئيس جمهورية النمسا الدكتور كليستيل وأعضاء الحكومة. وبمشاركة 6 آلاف شخصية من جميع انحاء العالم. ومن محبي حفلات الرقص الكبيرة التي تشتهر بها مدينة فيينا منذ العصور الوسطى حيث كانت تقتصر على الأمراء والنبلاء وتقام في القصور. لكنها ازدهرت وأصبح الشعب ايضاً يحتفل بها ويرقص منذ عهد الامبراطورية النمسوية الهنغارية، وتحديداً منذ ان ألف يوهان شتراوس موسيقى الفالس ورقصتها التي كانت ممنوعة في ذلك الوقت وتعتبر اباحية لأن الرجل يضع يديه على جسم المرأة ويضمها قريباً من جسده. وكانت الرقصات التي يؤديها الرجال والنساء في تلك العصور تقتصر على الانحناء تحية واحتراماً. والرجل يسمح له بامساك أطراف أصابع المرأة فقط في رقصات البولونيز والكوادريل. وكان الشعب يرقصها في احتفالات شعبية في موسم الكرنفال في الشتاء وفي شهر شباط فبراير. اما اليوم فتقام في فيينا احتفالات تتعدى ال25 حفلة في كل عام وبامكان أي شخص شراء تذكرة الدخول الى بال او Ball او بول وهي حفلة يرقص الحضور فيها على انغام الفالس والسامبا والرومبا والتانغو والروك اند رول. وكل فئة في المجتمع لها حفلتها. فالأطباء والمحامون وهواة الصيد البري وأصحاب الحرف المهنية اضافة الى سائقي التاكسي لهم احتفالاتهم الخاصة بهم. واشهرها احتفال الصحافيين في مبنى البلدية وهي الكونكورديا بول ويحضره نحو 4 آلاف صحافي واعلامي. غير ان أفخم وأرقى هذه الاحتفالات هو احتفال دار اوبرا فيينا او Vienna Opera Ball الذي يتميز بعرض الباليه الرائع يقدمه فريق الباليه التابع لدار الاوبرا اضافة الى عرض أطفال الباليه التابع لها ومقطوعتين رائعتين من غناء الاوبرا من احدى الاوبرات المشهورة ويستمر من العاشرة مساء الى الخامسة صباحاً. ويبدأ الاحتفال العاشرة مساء غد الخميس بنشيد السلام الجمهوري النمسوي يليه موسيقى السلام للمجموعة الأوروبية ثم يدخل الشباب بلباس التوكسيدو والشابات بالفساتين البيضاء وعددهم 380 شاباً وشابة الصورة ل فاير، وهم يحلمون منذ طفولتهم بتقديم الرقصات الجماعية في افتتاحية احتفال اوبرا فيينا. وهذا الشرف يتسابق عليه ابناء وبنات الطبقة الراقية في المجتمعات الأوروبية. وفي كل عام تسنح الفرصة للمحظوظين من ابناء بعض السفراء المقيمين في مدينة فيينا ايضاً المشاركة في هذه الرقصات. بعد التدريب طوال العام في مدارس الرقص في فيينا. وعددها في النمسا قرابة 60 مدرسة وهي تدربهم على الرقصات الكلاسيكية وعلى أصول "الاتيكيت" ومعاملة السيدات والتصرّف بلباقة ولياقة. و"ألف ليلة وليلة" النمسوية تستمر 45 دقيقة كالآتي: - فقرات الافتتاح تعزفها "اوركسترا الاوبرا بول" وهي تخصصت بعزف موسيقى الفالس منذ 1982 بقيادة اوفي تايمر. - تدخل المجموعة الأولى من الشباب والشابات على انغام "فيخر بولونيز" او "بولونيز المراوح" من تأليف كارل ميخائيل تسيرر ثم يصطفون على الجوانب. - يدخل أطفال باليه الاوبرا ويقدمون عرض باليه من تدريب ريناتو تسالينا على انغام "المارش الفارسي" من تأليف يوهان شتراوس. - مقطوعتان "الشفاه تقبّل بحرارة" و"الشفاه الصامتة" وهما من الاوبريت الشهير "الأرملة الطروب" من تأليف فرانس ليهار يقدمها مغنيا الأوبرا ريشتارد كارسيكوفسكي وهازميك بابيان. - "ألف ليلة وليلة" مقطوعة من موسيقى الفالس من تأليف الموسيقار النمسوي يوهان شتراوس يرقص على أنغامها فريق الباليه الشهير التابع لاوبرا فيينا. - تدخل المجموعة الثانية من الشباب والشابات ليكتمل عددهم الپ380. ويقدمون رقصة البولونيز على انغام "بولونيز آ - دور" من تأليف فريدريك شوبان. - يرقص الشباب والشبابات رقصة "مارش نيكليديل" من اوبريت "نساء فيينا" من تأليف فرانس ليهار النسموي. - فالس "الذهب والفضة" من تأليف النمسوي فرانس ليهار يرقصها الشباب والشابات وهي خاتمة الافتتاحية وبعد ادائها يقول مدرب الرقص كلمته الشهيرة "الجميع يرقص الفالس" Alles walzer وهي دعوة للجمهور لرقص الفالس. ثم يتسابق الحضور لافتتاح الفالس الأول في تلك الليلة. وبعد انتهاء فقرات الافتتاح يتجوّل الجميع في انحاء دار الأوبرا ويزورون بعضهم البعض في القاعات المختلفة وهناك قاعات تعزف فيها اوركسترات ترضي الأذواق المتنوعة اضافة الى الديسكو. ومفاجأة منتصف الليل هي رقصة "الكان كان" يقدمها فريق الباليه المشهور في فيينا. وحتى الثالثة صباحاً يدعو مدرب الرقص الجمهور لرقص الكوادريل الجماعية بشغف لأن مدرب الرقص يشير لهم باداء الخطوات وبالتدريج يتحرك الجميع للرقص بمهارة. في الساعة الثانية صباحاً يعلن الفائز بالجائزة الكبرى وهي رحلة طيران لشخصين في الدرجة الأولى الى موريتسيوس. وتبلغ تكاليف تحويل مبنى الأوبرا، وهي قاعات فخمة ارضيتها من خشب "الباركيت" المخصص للرقص وتزينها الورود ويفترشها السجاد والديكورات الرائعة في القاعات، 20 مليون شلن نمسوي في ليلة واحدة. وينجز العمل خمسمئة عامل في 48 ساعة قبل الاحتفال. ويبلغ الدخل في هذه الليلة 30 مليون شلن نمسوي وهذا يعني 10 ملايين شلن أرباح الليلة الواحدة. ويعمل في خدمة الحضور اثناء هذا الاحتفال 1000 شخص. وثمن تذكرة الدخول 2700 شلن نمسوي او ما يعادل 220 دولاراً، وتكلفة حجز الطاولة ل 6 أشخاص 1000 دولار.