توصلت دراسات مصدرها جامعات اميركا الشمالية، نشر ملخص عنها في المجلة الطبية البريطانية، الى طريقة تساعد في تحديد نسبة خطورة الاصابة بسرطان البروستات عند الرجال، وذلك عن طريق قياس معدل هرمون معين في الدم. يدعى هذا الهرمون "IGF1" وهو يفرز من الكبد، أما اهميته فمردها الى كونه يؤثر في تطور الخلية ونموها. وفي حال زيادة تركيزه، يؤدي الى تكاثر عشوائي للخلايا وبشكل خاص غدة البروستات مسبباً تحولها السرطاني. ظل هذا الكلام لفترة من الزمن مجرد نظرية قال بها فريق مدرسة "هارفرد" للصحة العامة في بوسطن، تحت اشراف الدكتوره جين شان، التي كانت مقتنعة بأن هناك علاقة كبيرة بين زيادة نسبة هذا الهرمون في الدم وبين معدل الاصابة بسرطان البروستات. وجاءت الابحاث الاخيرة متممة لهذه الدراسات النظرية، فقد قام الاطباء بمراقبة ومتابعة حوالى 152 مصاباً بسرطان البروستات بالاضافة الى عينة اخرى سليمة وذلك منذ العام 1982، وسجلوا نسبة هذا الهرمون في دمهم بالاضافة الى تسجيل "الانتي جين" Antigen النوعي لهذا السرطان، وهو التحليل المستخدم سابقاً. وكانت النتيجة، مع العلم ان هناك فرقاً شاسعاً بين معدل الهرمون الادنى الطبيعي ومعدله الاعلى، ان حوالى 25 في المئة من الرجال ذوي تركيز يقع ضمن الحد الاعلى الطبيعي معرضون للاصابة بسرطان في البروستات اكثر من غيرهم، اي الرجال ذوي الحد الادنى الطبيعي، وبنسبة أعلى ب 3.4 مرة. وصرحت الدكتوره شان في اعقاب انتهاء هذه الدراسة بأن العلاقة بين نسبة هذا الهرمون ونسبة تكاثر سرطان البروستات ونموه لا يمكن اغفالها وبغض النظر عن معدل "الانتى جين" الخاص بهذا الورم السرطاني، وتصبح هذه النسبة مهمة عند الرجال بعد الستين من عمرهم. من جهة اخرى، أكد الدكتور ميشيل بولاك المختص في علم الاورام من جامعة مونتريال انه على رغم عدم القدرة على تقييم سرطان البروستات وانتشاراته من خلال قياس نسبة هرمون IGF1، الا ان العلاقة بين هذا الهرمون ومعدل "الانتي جين" الخاص بهذا السرطان، معروفة وقائمة، ومن خلال هذه العلاقة من الممكن التوصل الى خلاصة مفادها ان الرجال ذوي معدل هرموني عال معرضون اكثر من غيرهم للاصابة بسرطان البروستات، لذلك يتوجب الاهتمام بهؤلاء الاشخاص ومتابعتهم دورياً. ومن الجدير ذكره هنا ان سرطان البروستات هو رابع سرطان قاتل عند الرجال، وتزداد نسبة حدوثه مع تقدم العمر، واعراضه عبارة عن انسداد المجاري البولية بالاضافة الى اعراض نتيجة انتقالاته الى اجهزة اخرى. علاقة هذا الهرمون ليست مقتصرة فقط على سرطان البروستات، بل تتعدى ذلك الى سرطان الثدي عند النساء، وذلك حسب دراسة جرت سنة 1997 تحت اشراف الجمعية الاميركية للوبائيات. الا ان هذه الدراسة الاخيرة تعد نقلة نوعية في طريق وضع خطة لاجراء مسح احصائي لتحري الاشخاص ذوي الخطورة العالية، اضافة الى المساعدة في تحديد موعد العمل الجراحي الصحيح أو حتى موعد المعالجة الشعاعية.