في السابق كان المسؤولون الاسرائيليون المعنيون اذا سئلوا لماذا لا يقبلون بالقرار 425 يرفضون ان يجيبوا بنعم او لا، بل يسألون في المقابل: وماذا عن القرار 520 الذي يدعو الى انسحاب جميع القوات الاجنبية من لبنان؟ لكنهم يقولون بوضوح الآن بعدما أدلى موردخاي بتصريحاته، انهم يقبلون بالقرار 425 من دون أي ذكر لپ520. موردخاي ومنسق النشاطات الاسرائيلية في جنوبلبنان اوري لوبراني ومسؤولون آخرون في وزارة الخارجية يصرون على ان التصريحات هي بمثابة عرض رسمي للبنان. وأعرب مسؤول رفيع المستوى في الخارجية عن أمله بأن "اصدقاءنا سيتحدثون مع لبنان عن مبادرتنا في ضوء ردود فعل ايجابية تلقيناها من عواصم مهمة". لكنه اضاف ان السؤال الكبير الذي تطرحه هذه الدول هل ستقبل سورية وهل التحرك الاسرائيلي جدي؟ ويعتبر المسؤول نفسه ان "اعلاننا هذه المبادرة وتأكيدنا علنا انها باسم الحكومة أمر يلزمنا وهو دليل على جديتنا". ويضيف ان حكومته مستعدة للبحث في الموضوع عبر اي وسيلة يقبلها الطرف الآخر، "فلا مشكلة لدينا بالنسبة الى اجراء اتصالات سرية. نحن معتادون على ذلك منذ تأسيس الدولة اليهودية: مع الاردن ومصر واخيرا الفلسطينيين في أوسلو. ونرحب بأي طريقة ووسيلة، علنية كانت ام سرية. المهم هو تحقيق الهدف". ولا يجهل الاسرائيليون ان المفتاح الرئيسي بيد سورية. وفي هذا الصدد قال مصدر رفيع في الحكومة الاسرائيلية مطلع على تفكير رئيسها: "لو لم تكن سورية لكانت الحكومة اللبنانية فعلت كل شيء من اجل استعادة سلطتها على الجنوب واتخذت كل الاجراءات الأمنية في المنطقة لتحقيق هذا الهدف معنا". ورأى ان "هناك بُعدين لهذه المشكلة، اولا طبيعة التنسيق السوري - اللبناني، وثانيا القضايا المباشرة بين سورية واسرائيل، وتحديداً المفاوضات الثنائية والجولان". ويقول الناطق باسم الحكومة موشي فوغل ان "كل شيء في النهاية يقود الى سورية التي اشترت الاستقرار على حدودها مع اسرائيل بخلقها عدم استقرار على حدود لبنان مع اسرائيل". والشكوى الاخرى للاسرائيليين هي من ايران. فهذه الدولة، كما يعتبرها المصدر ذاته، "اتخذت خطا معاديا لاسرائيل وعملية السلام وهي تستخدم حزب الله لزعزعة هذه العملية. وأعتقد بأن زعماء العالم الذين يحاولون التقاط اشارات اعتدال من طهران يجب ان يطالبوها بتقليص دعمها العسكري والتشجيعي لحزب الله، ويعتبروا ذلك محكا للاعتدال الايراني المفترض. بعبارة اخرى يجب ان يكون هذا احد اهم المطالب التي يضعها العالم امام ابواب طهران". في أي حال ان مسألة انسحاب محتمل من جنوبلبنان اكتسبت زخماً لم يكن متوقعاً في اسرائيل. ولتسليط ضوءٍ على اتجاهات التفكير الاسرائيلي في هذا الشأن كان هذا الملف.