واغادوغو - أ ف ب - فشلت تونس مجدداً في فك عقدتها المستعصية المتمثلة بالمنتخب الغاني فسقطت امامه بهدفين نظيفين مساء الاثنين امام 12 الف متفرج في واغادوغو ضمن المجموعة الثانية من كأس الامم الافريقية الحادية والعشرين في كرة القدم. سجل اليكس نياركو ومحمد غارغو الهدفين في الدقيقتين ال 13 و ال 90. واحتلت غانا المركز الاول برصيد 3 نقاط بفارق الاهداف عن جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تغلبت على توغو 2-1. وقدم المنتخب الغاني بقيادة نجمه المخضرم عبيدي بيليه عرضاً كبيراً امتاز بالسرعة في نقل الكرة من الدفاع الى الهجوم فاربك الدفاع التونسي البطىء نسبياً. أما المنتخب التونسي الذي سيشارك في مونديال فرنسا الصيف المقبل للمرة الثانية في تاريخه فلم يكن على الموعد في هذه المباراة ذلك لأن صانع العابه زبير بية كان مراقباً بطريقة محكمة ولم يقدم مهاجماه زياد التلمساني ومهدي بن سليمان ما يذكر. وبدأت المباراة بوتيرة سريعة خصوصاً من جانب المنتخب الغاني وسدد مهاجم الاهلي المصري احمد فيليكس كرة رأسية 2، فرد عليه التونسي مهدي بن سليمان بواحدة مماثلة بتمريرة من حسان القابسي 5. واحتسب الحكم الجنوب افريقي ايان ماكلود ركلة حرة على الجهة اليسرى للمرمى التونسي رفعها تشارلز اوكونور داخل المنطقة حيث اسكنها قلب الدفاع نياركو داخل الشباك 13. وسار القابسي افضل لاعب في صفوف المنتخب التونسي بالكرة مسافة 30 متراً قبل ان يمررها عرضية داخل المنطقة باتجاه التلمساني الذي هم بالتسجيل لكنه عدل عن رأيه في الثواني الاخيرة ليضيع فرصة ذهبية على منتخبه في ادراك التعادل 18. وكاد ايمانويل تيتي يسجل الهدف الثاني ويصعب من مهمة تونس عندما انفرد بالحارس بو منيجل لكنه سدد الى جانب القائم الايمن مهدراً فرصة غنية 28. والغى الحكم هدفاً سجله بن سليمان لأن التلسماني اعاد الكرة الى الوراء بعد ان خرجت 38. وامتص احمد فيليكس كرة على صدره على مسافة قريبة وسددها فاصطدمت بالعارضة قبل ان يسيطر عليها الحارس التونسي 39، ثم سدد بيليه كرة بيسراه صدها بو منيجل 40. وقام فيليكس بمجهود فردي رائع تخطى فيه مدافعين تونسيين قبل ان يمرر كرة مقشرة الى تيتي ليسددها الاخير في بطن الحارس الذي أعاقه لمنعه من اللحاق بالكرة فلم يتردد الحكم في احتساب ركلة جزاء نفذها محمد غارغو، وعوض بو منيجل خطأه بصد الركلة 47 وأبقى أمل منتخب بلاده قائماً. وأدخل مدرب تونس الفرنسي هنري كاسبرجاك فوزي الرويسي وخالد بدرا مكان رياض البوعزيزي وبية غير الموفقين لبث روح جديدة في المنتخب 70 لكن شيئا لم يتغير لان المدافعين الغانيين سدوا المنافذ المؤدية الى حارس المرمى سيمون ادو. وفي الوقت بدل الضائع، سدد غارغو كرة من عند قوس نقطة المنتصف اكثر من 45 مترا ارتطمت بظهر سراج الدين الشيحي وانحرفت قليلاً باتجاه الزاوية اليسرى البعيدة عن بو منيجل الذي ارتمى عليها من دون ان يلحق بها. وفشلت تونس في التغلب على غانا في النهائيات في ست مباريات منذ ان التقتا للمرة الاولى عام 1963، وقد خسر المنتخب التونسي خمس مرات وتعادل مرة واحدة. المغرب - زامبيا انتهى لقاء القمة المبكر بين المغرب وزامبيا بتعادلهما منطقيا 1-1 في المباراة التي اقيمت امام نحو 5 الاف متفرج في بوبو ديولاسو 360 كلم عن واغادوغو ضمن المجموعة الرابعة من كأس الامم الافريقية الحادية والعشرين لكرة القدم. سجل احمد بهجا 36 هدف المغرب، وتينان تشيلومبا 86 هدف زامبيا. وجاءت المباراة قمة في كل شىء وقد اظهرت مدى تطور الكرة الافريقية في العقد الاخير، لأن المنتخبين قدما لمحات جميلة واذا تمكن المنتخب المغربي المشارك في مونديال فرنسا ان يقدم المستوى الذي ظهر فيه خصوصاً في الشوط الاول في النهائيات فإن حلمه ببلوغ الدور الثاني ليس بعيداً. وتقاسم المنتخبان السيطرة على مجريات اللعب فجاء الشوط الاول لمصحلة المنتخب المغربي الذي لو استغل لاعبوه الفرص الكثيرة التي سنحت لهم لحسموا المباراة في مصلحتهم لان الزامبيين كانوا غائبين تماماً. وتألق مهاجم الاتحاد السعودي احمد بهجا افضل لاعب عربي العام الماضي وشكل خطراً دائماً على الدفاع الزامبي، في حين لم يتسن لزميله في خط الهجوم صلاح الدين بصير ان يثبت علو كعبه لأنه خرج مصاباً بعد 24 دقيقة. وقد خضع بصير الذي سجل اربعة اهداف في التصفيات لرقابة شديدة من زميله السابق في فريق الهلال السعودي العملاق اليجا ليتانا، أما صانع الالعاب مصطفى حجي فقدم مستوى كبيراً في الشوط الاول وخبا بريقه تماماً في الثاني والأمر ينطبق على معظم زملائه. ودانت السيطرة لزامبيا في الشوط الثاني وقد نالت ثمرة الجهود التي بذلها لاعبوها خصوصا المخضرم كالوشا بواليا الذي كان نجم المباراة بانتزاع نقطة ثمينة. وخاض المغرب المباراة بتشكيلة قوامها عشرة محترفين منهم ثلاثي ديبورتيفو كورونا الاسباني نورالدين النيبت ومصطفى حجي وبصير، اما المحلي الوحيد فكان الحارس عبدالقادر برازي. واستهل بصير المباراة بتسديدة رأسية الى جانب القائم 4، ثم تسديدة لحجي بتمريرة متقنة من بهجا 5. وتخلص الزامبي تيمبو من الدفاع المغربي وسدد فوق العارضة 6، وصد برازي كرة خطرة لكالوشا الذي اثبت انه لم ينته على الرغم من بلوغه الثالثة والثلاثين. ومرر الحضريوي كرة عرضية داخل المنطقة الى سعيد شيبا فأطلقها الاخير قوية أبعدها الحارس الزامبي باطراف اصابعه ركلة ركنية 12. وكاد حجي يفتتح التسجيل عندما تطاول برأسه لكرة وهو غير مراقب لكنه سددها ضعيفة بين يدي الحارس 21. ومرر حجي كرة رائعة داخل المنطقة حولها بصير مباشرة علت العارضة 24 في اخر مساهمة له في المباراة قبل خروجه مصابا بعد تعرضه للخشونة من شيتيلا ودخل مكانه عبدالجليل حدا المعروف بكماتشو. وبعد دخوله بدقيقة تلقى حدا كرة من حجي فمررها بدوره الى بهجا برأسه وسددها الاخير بطريقة استعراضية صدها الحارس ببراعة 30. وسقط بهجا على الارض داخل المنطقة لكن الحكم السعودي عبدالرحمن الزيد لم يكترث له، الى ان تمكن من تسجيل أحد أجمل أهداف البطولة حتى الآن عندما تلقى الكرة على بعد 30 متراً من المرمى الزامبي فسار بها ثلاث خطوات قبل ان يطلقها قوية بطريقة الرفع عانقت الزاوية اليسرى لمرمى زامبيا 36. واحتسبت اول ركلة ركنية لزامبيا في مطلع الشوط الثاني لكنها لم تثمر. ثم منح الحكم ركلة حرة مباشرة من 20 متراً بعد مخاشنة بواليا فانبرى الاخير للكرة من فوق الحائط المغربي فاصطدمت بالعارضة 55. ومرر بواليا كرة خلفية الى تيمبو من ركلة حرة فسددها قوية استبسل حدا في ابعادها خارج المنطقة 60. وكان بواليا وحده يحارب الدفاع المغربي وقد تمكن من التخلص من ثلاثة مغاربة داخل المنطقة لكنه فشل في التسجيل وكان تعويضه ركلة ركنية 65. وأثمر الضغط الزامبي اخيراً عندما تلاعب بواليا بالدفاع المغربي واستدار على نفسه قبل ان يطلق زميله تشيلومبا كرة قوية فشل برازي في ابعادها فدخلت شباكه معلنة هدف التعادل 86. وسبق لمنتخبين ان التقيا مرة واحدة في السابق واسفرت المباراة عن فوز المغرب 1-صفر في القاهرة عام 1986. الكونغو الديموقراطية - توغو خرج الحكم المغربي سعيد بلقولة تحت حماية الشرطة في نهاية المباراة بين الكونغو الديموقراطية وتوغو التي انتهت بفوز الاولى على الثانية في واغادوغو ضمن كأس الامم الافريقية الحادية والعشرين لكرة القدم. وأثار منح بلقولة ركلتي جزاء لمنتخب الكونغو وعدم اشهار البطاقة الحمراء في وجه حارسه توكالا الذي أوقف الكرة بيده خارج المنطقة عندما كان مهاجم توغو بشيرو سالو متجها نحو المرمى، غضب انصار التوغولي الذين قذفوه بزجاجات الماء.