تبدأ في مدينة زغوان التونسية الخميس المقبل أعمال "المائدة المستديرة الأولى للحوار العربي - التركي" حول موضوع "الكمالية والكماليون" التي تستمر الى السبت 12 من الجاري بمشاركة أكثر من ثلاثين باحثاً ومؤرخاً من تركيا ولبنان وتونس والأردن والجزائر وليبيا ومصر والعراق واليابان وفرنسا. ويتحدث في الندوة التي تقيمها "مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات" وزير الخارجية التركي السابق النائب ممتاز سويسال ونائب وزير الثقافة الحالي نورجان توكال و وزير الثقافة السابق أحمد تانر كيسلالي، ويتوقع منهم أن يدافعوا عن سياسات أتاتورك وحصاد تجربته الحداثية. فيما أعد المتحدثون العرب في الندوة أبحاثاً ركزوها على إبراز سلبيات التجربة الأتاتوركية والقطيعة التي كرستها بين العرب وتركيا. وتتزامن الندوة مع مرور 50 عاماً على رحيل مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال الذي أطلق على نفسه لقب أتاتورك أبو الأتراك ومع الذكرى ال75 لتأسيس تركيا. ويتحدث في الندوة العراقي قاسم خلف الجميلي عن أصداء نهضة تركيا الكمالية في المجلس التأسيسي العراقي، فيما يلقي التونسي حسين رؤوف حمزة الضوء على "بورقيبة في منظور الكمالية" ويشرح المؤرخ الجزائري أحمد صاري تردد النخبة الجزائرية بين الولاء للخلافة الاسلامية والاعجاب بالكمالية. ويتحدث هاني محمد حوراني عن تأثير الكمالية في الفكر السياسي لبلدان المشرق العربي بعد الحرب العالمية الأولى، فيما ينظر التركي أورهان أوغلو الى الموضوع نفسه من زاوية تركية في بحثه "تأثيرات التحديث الكمالي في العالم العربي". أما اللبناني مسعود ضاهر فيلقي نظرة عربية على "عناصر الاستمرارية في تجربة التحديث الكمالية في تركيا". ويقدم الياباني هيدا غومي بحثاً عن تأثير أتاتورك في تركيا الحديثة، ويحاول محمد نورالدين توسعة الاطار الزمني ليتمكن من القاء ضوء على "الكمالية والأوْرَبة" في الفترة من إعلان الجمهورية الى قمة لوكسمبورغ العام الماضي. إلا أن الباحثين الأتراك المشاركين في الندوة سيبذلون كل جهدهم للدفاع عن تجربة أتاتورك وفي مقدمهم سويسال الذي يتحدث عن "الحلول الجمهورية للمشاكل الراهنة في تركيا"، ووزير الثقافة السابق كيسلالي الذي يقدم بحثاً عن "مصطفى كمال رجل السلم والقائد الاستثنائي"، اضافة لبحث سَمَا أوغلو عن "تركيا في اقتصاديات الشرق الأوسط على مشارف الألفية الثالثة". وبحث سلوبودان إيليتش عن "شخصية أتاتورك في ضوء تقارير الديبلوماسيين اليوغوسلاف في تركيا بين 1923 و1938". بالمقابل سيركز العرب على درس تأثيرات الأتاتوركية في بلدانهم إذ يتحدث الدكتور علي محجوبي عن "الحداثة كما يراها بورقيبة وأتاتورك" والدكتور عبدالجليل التميمي عن "الكمالية في المؤلفات والرسائل الجامعية العربية" فيما يعقد أستاذ القانون الدستوري رافع بن عاشور مقارنة بين تونسوتركيا في التعاطي مع الحداثة، أما بحث حسن الأنباري فيعود الى الجذور الفكرية للمشاكل التي تجابهها تركيا حالياً. ويتوقع أن تكون جلسات الندوة ساخنة بسبب تباعد المواقف والرؤى بين الأتراك الملتزمين التجرية التحديثية التركية من جهة وعرب المشرق الذين ينتقدونها في شدة من جهة ثانية والأكاديميين التونسيين من جهة ثالثة الذين ينظرون لها بنوع من التفهّم والإعجاب.