حتى يكون حدثاً مهماً، عليه أن يغير الذائقة، التفكير محرضاً إيانا على اجتراح حدث أكثر حرية وابداعاً" عليه أن يترك عندنا أثراً إيجابياً منه تتعلل به فيما بعد النفس، لا مجرد حدث آخر في سلسلة "الأحداث" العربية التي لا هدف لها سوى افراغ كل محاولة مهما كانت جادة من أي محتوى وفاعلية ومعنى، لم يعد للعرب، منذ سنوات بعيدة، حدث واحد يستأهل فعلاً الذكر والاهتمام، في نظري، حدث عابر صغير يعزز الثقة بطاقة الإنسان الشعرية ذات الأمل المضيء: كأمسية أنسي الحاج في معهد العالم العربي التي سجلت نجاحاً هائلاً لم يتعود عليه المعهد سابقاً، لأنها كانت حرة وشعرية محضة، لهو حدث أكبر من كل حوادث البطولة العربية التي نخرت جسد هذا العام ضجيجاً واعلاماً. وأن يخضع محمود درويش كل طاقته الشعرية لخدمة الحب والمرأة في ديوانه الجديد، لهو أيضاً حدث هام، على الأقل في قدرته على تخييب العروبيين باجتراح قطيعة مع كل مواضي التفعيلة والبكاء على الأطلال، إذاً، كل عام والعرب، أبرز الأحداث، بخير! * شاعر عراقي مقيم في باريس.