نجحت تجارب بث صور إلكترونية في شبكية 15 شخصاً مصاباً بالعمى الكلي. ويتوقع الباحثون أن يستطيع الطب في غضون الخمس سنوات القادمة إعادة البصر الجزئي لفاقدي البصر تماماً. وقد تزرع عين إلكترونية مماثلة للجهاز الذي يحمله المهندس جوردي لافورج في فيلم الخيال العلمي "ستارتريك". ذكر الدكتور مارك هومايان، رئيس الفريق الطبي الذي قام بالعمليات في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور، ولاية ميريلاند أن أشخاصاً فاقدين للبصر استطاعوا لأول مرة أن يروا بقعاً ضوئية أو صوراً أكثر تعقيداً من ذلك. وصف أحد المشاركين في التجربة، ويبلغ عمره 71 عاماً مشاعره. وقال: "رؤية الضوء بعد كل هذه السنوات شيء رائع. كان أزرق اللون". وذكر المريض الذي فقد بصره بسبب تدهور صبغة الشبكية انه شعر "كما لو كنت أدير ضوء المصباح". وقال أنه رأى أيضاً حرف H الذي وجد صعوبة في تمييزه في البداية وتصور أنه حرف U، "لكن رؤيته كانت واضحة". وقد حقق الدكتور مارك هومايان سابقاً النجاح حين أعاد البصر الجزئي لشخص فقد بصره إثر إصابة خلايا الشبكية في عينيه بالمرض. فعل ذلك عن طريق تجاوز هذه الخلايا واستخدام قطب كهربائي مفرد لحفز مجموعة خلايا عصبية معافاة خلف الشبكية في موقع يُدعي العقدة ganglia. لكنه لم يكن متأكداً آنذاك من أن الدماغ يمكن أن يحس بأكثر من إشارة بصرية اصطناعية واحدة في وقت واحد. فيديو الابصار إلاّ أن التجارب الجديدة برهنت أن ذلك قابل للتحقيق، حيث أمكن وضع مصفوفة من 25 قطباً في موقع العقدة، وعلى رغم أن ذلك حقق رؤية ضعيفة إلاّ أنه كان كافياً ليميز المرضى الحروف أو الأشكال البسيطة التي صنعها الكومبيوتر. بعض الأشخاص المشاركين في التجربة لم يروا شيئاً منذ 40 سنة. وقال الباحث انهم يستغرقون وقتاً قبل أن يروا الحروف لكن حالما يلتقطون ولو نقطة واحدة يحققون تقدما سريعاً. ويطور هومايان حالياً جهازاً دائمياً يملك قوة وضوح عالية كافية لانشاء الرؤية الأساسية. ويمكن أن تبث كاميرا فيديو خارجية داخل جهاز الابصار فوق عين المريض صور التلفزيون الى شريحة كومبيوتر مزروعة في الشبكية. يتم عن طريق ذلك ترجمة إشارات الفيديو الى إشارات كهربائية في العدسات اللاصقة التي تحفز موقع العقدة. ويتوقع الفريق الطبي تحسين درجة الابصار لتمكين المرضى الى حد التمييز بين نافذة وباب على سبيل المثال.