ربما لم يعرف احد ارنست همنغواي كما عرفه غريغوريو فوينتيس، العجوز المتواضع، سانتياغو، في رواية "الشيخ والبحر". كان غريغوريو في سن متقدمة حتى عندما كتب همنغواي رائعته عام 1951 واستحق عليها جائزة نوبل بعد سنتين. واليوم يبلغ غريغوريو مئة سنة وسنة، اسطورة حية، والاميركي الوحيد المعتبر بطلاً قومياً في كوبا. يزوره السياح يومياً في مقهى قريته الصغيرة كوخيمار، قرب هافانا، ومعظمهم يسأله: كيف كان همنغواي بحق؟ "كان انسانياً، وطيباً، وأنا اشتاق اليه كثيراً" يقول دون غريغوريو، وينفخ دخان سيجاره محدقاً في البحر. طوال ثلاثين عاماً عرفه الجميع باسم "الكابتن" قبطان "بيلار" الباخرة التي كانت تأخذ الاميركيين في رحلات الصيد من كوخيمار. قبل ان يلتقي همنغواي كان غريغوريو يقود سفناً تجارية حول العالم. وهو سليل اسرة معروفة بالعمر الطويل والصحة الطيبة. كان عائداً الى كوبا من الولاياتالمتحدة عندما صادفه زورقان في مأزق، كان احدهما يخت همنغواي. يومئذ انقذ غريغوريو همنغواي من موت محتم. ومذذاك اصبحا صديقين حميمين. في الحرب العالمية الثانية ركّزا مدفعاً على اليخت وقاما بدوريات مستقلة بحثاً عن غواصات المانية. واستوحى همنغواي مناخ روايته من رحلات الصيد الكثيرة مع غريغوريو. واليوم، في عيد ميلاد همنغواي، يعود غريغوريو الى المرفأ ليزور اليخت الذي تحوّل الى متحف قومي، يؤمه زائرو كوبا من انحاء العالم. كما يشارك في حضور سباق الصيد في مارينا همنغواي. وقد تحولت التظاهرة الى ذكرى يوقع شهادات الفائزين فيها الدون غريغوريو بقلمه القديم. حفيده رافاييل يقول ان جدّه لا يزال بكامل قواه العقلية. "الصيادون يسألونه وتكفيه نظرة الى الفضاء ليعرف ما اذا كان المناخ مناسباً للصيد".