باريس، بون، بكين - أ ف ب، رويترز - حضت المانيا على ايجاد حل سياسي لمشكلة العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، داعية الى رفع الحظر تدريجاً، بعدما أبدى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "تفهماً لتردد وشكوك" دول أوروبية في أهداف الضربات الأميركية - البريطانية للعراق. وقال ان الضربات لم تكبد المدنيين في هذا البلد "الكثير من المعاناة"، رافضاً اتهامات بأن لندن كانت مجرد "تابع" للرئيس بيل كلينتون حين اتخذ قرار ضرب العراق. وأكدت الصين أمس على دورها في انهاء الغارات الأميركية - البريطانية، وقال وزير خارجيتها جو بنغزاو ان بلاده "بذلت جهوداً ايجابية في حض الولاياتالمتحدةوبريطانيا على وقف العمل العسكري مبكراً". واعتبر وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ان "من المهم ايجاد سبيل للخروج من الوضع الحالي الذي لم ينتصر فيه أحد". "ان الحل الأمثل سيكون عدم السماح بأن تكون في حوزة صدام حسين أسلحة للدمار الشامل، ومن ناحية أخرى ايجاد حل بعيد عن العمل العسكري لربط عملية نزع السلاح بتدابير انسانية ورفع العقوبات شيئاً فشيئاً. لكن هذا بحاجة الى موافقة الجهات المعنية في مجلس الأمن". وأوضح وزيرا الدفاع الفرنسي ألان ريشار والألماني رودولف شاربينغ بعد محادثات في باريس ليل أول من أمس انهما ناقشا مبادرات أوروبية محتملة لابقاء برامج التسلح العراقي تحت الرقابة. وذكر ميشار ان السنوات السبع الماضية اثبتت "وجود برنامج للأسلحة متطور نسبياً، ورغبة عراقية أكيدة في اخفائه". بلير وفي مقابلة مع القناة التلفزيونية الفرنسية "تي. اف 1" قال بلير ليل الاثنين "نعمل في شكل وثيق مع فرنسا وشركائنا الآخرين لتحديد استراتيجية طويلة الأمد. واتفهم التردد وشكوك البلدان الأخرى" في الضربات العسكرية للعراق. استراتيجية للمستقبل وأضاف: "في ما يخص فرنسا طبعاً هناك شكوك واختلاف في الآراء لكننا نعمل بتعاون وثيق مع الرئيس جاك شيراك والحكومة الفرنسية، في محاولة لوضع استراتيجية جيدة للمستقبل في العلاقات بين المجتمع الدولي والعراق". وزاد: "إذا تمكنا من وضع نظام مراقبة مناسب سنفعل ذلك ولكن يجب أن تكون القاعدة مختلفة جداً عن قاعدة النظام السابق لأن نظام اونسكوم اللجنة الخاصة لم يتمكن من القيام بعمله كما ينبغي". وأشار الى مداولات لدرس "كيف نحصل على أغذية وأدوية أكثر مقابل النفط" من دون أن يلتزم الاقتراح الفرنسي حول رفع الحظر النفطي. ورداً على سؤال هل يعرف أعداد الضحايا الذين أكدت بغداد انهم 62 قتيلاً ومئة جريح في صفوف العسكريين اضافة الى أعداد "أكبر بكثير" من القتلى والجرحى المدنيين قال بلير: "كلا، لا نعرف، واوضح ان الأرقام التي يعلنها النظام العراقي ليست موضع ثقة. نعتقد ان السكان لم يتكبدوا الكثير من المعاناة". واعتبر ان الشعب العراقي عانى أكثر نتيجة العقوبات الاقتصادية لافتاً الى ان "المشكلة تكمن في ضرورة بقاء العقوبات فترة طويلة لأن صدام حسين ما زال ينتهك الاتفاقات". وأقر بخلافات بين بريطانيا وحلفائها الأوروبيين في شأن استخدام القوة ضد العراق، وقال: "علينا الآن التوصل الى استراتيجية للفترة المقبلة". ورفض اشارات الى أن بريطانيا كانت مجرد "تابع" للرئيس بيل كلينتون، مشدداً على ان لندن وواشنطن خططتا ونفذتا الهجمات معاً