تبدأ وزارة المال والاقتصاد السعودية الاسبوع المقبل صرف نحو 1.4 بليون ريال 373.3 مليون دولار للمزارعين في السعودية تمثل قيمة ما تم توريده من القمح والشعير في الموسم الزراعي لعام 1416ه 1996. وقال الدكتور ابراهيم العساف وزير المال ان صرف هذا المبلغ يأتي حرصاً على مساعدة المزارعين في بداية الموسم الحالي ودعماً للقطاع الزراعي وتتويجاً للخطوات السابقة الهادفة الى دعم هذا القطاع المهم، مشيراً الى أن شريحة كبيرة من المزارعين السعوديين يزيد عددها على 15.3 ألف مزارع ستستفيد من هذا الدعم وبالتالي سينعكس ذلك ايجاباً على النشاط الاقتصادي في السعودية معززاً الدور المهم للقطاع الزراعي في الاقتصاد الوطني. وكان العساف وافق قبل ثلاثة أشهر على صرف الجزء الثاني من الاعانات الزراعية للمزارعين السعوديين والتي تقدر بنحو 124 مليون ريال 33 مليون دولار للسنة المالية الجارية بعد أن تم صرف الجزء الأول منها والتي تقدر بنحو 106 ملايين ريال في وقت سابق من السنة الجارية. وتمثل هذه الاعانات الزراعية واحدة من الدعامات الرئيسية التي يحظى بها القطاع الزراعي والمزارعون في السعودية. وتشمل هذه الاعانات جانباً كبيراً من عوامل الانتاج الزراعي بهدف تخفيض تكاليفها على المزارعين والمستثمرين ونشر المكننة الزراعية وتقليل نفقات التشغيل وبالتالي زيادة دخل المزارع. وكانت الحكومة السعودية، التي تستعد حالياً لاصدار موازنة السنة 1999 وسط ظروف صعبة لجهة أسعار النفط، صرفت ثلاثة بلايين ريال 800 مليون دولار في شهر آب اغسطس الماضي تمثل القسط الثالث من مستحقات المزارعين عن موسم عام 1994. ويعتبر هذا الاصدار الأخير في ملف متأخرات المزارعين السعوديين، التي بلغت 2.4 بليون دولار وصرفت السعودية منها خلال العامين الماضيين نحو 1.6 بليون دولار. ومعلوم ان الحكومة السعودية قدمت أسعاراً تشجيعية لمزارعي القمح في الثمانينات تفوق الأسعار العالمية السائدة، إلا أنها عادت وخفضت الدعم في اطار سياسة تهدف الى تنويع الانتاج الزراعي والاكتفاء بزراعة حاجة البلاد من القمح مع صرف النظر عن فكرة تصدير القمح للخارج التي لم تكن مجدية اقتصادياً. وقررت السعودية في هذا الاتجاه تخفيض سعر شراء القمح الى 1500 ريال 400 دولار للطن الواحد، كما سمحت أخيراً للقطاع الخاص باستيراد الحبوب بالتزامن مع رفع الدعم عنها نهائياً. ويأتي ذلك بعد أن منح "البنك الزراعي السعودي" قروضاً قصيرة الأجل لحوالى 700 من المزارعين السعوديين، بلغ اجماليها نحو 120 مليون ريال 32 مليون دولار، وذلك بعد حلول الموسم الزراعي لسنة 1999 لزراعة القمح والشعير ولمساعدة المزارعين في زراعة ما خصص لهم لانتاج هذين المحصولين