أعلنت موسكو ان قطعتين بحريتين مضادتين للغواصات "مستعدتان للتحرك"، ونفت وزارة الدفاع عبور قوات برية اميركية وبريطانية الحدود العراقية، فيما حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف من ان استمرار العمليات العسكرية ضد العراق سيلحق "ضرراً جوهرياً" بالعلاقات مع واشنطن، وشدد على ان هذه العمليات أحدثت "مضاعفات خطيرة في الخليج". وذكر قائد الاسطول الحربي الروسي فلاديمير كوويدوف ان "الأميرال بانتيلييف" و"الأميرال فينوغرادوف" وهما أكثر قطعتين مضادتين للغواصات "مستعدتان للخروج الى عرض البحر" ورفض تقديم توضيحات. لكن ناطقاً باسم قيادة الاسطول أبلغ وكالة "ايتار - تاس" الرسمية ان أوامر صدرت الى القوات البحرية "لزيادة التأهب بسبب الوضع حول العراق". وأوضحت وزارة الدفاع الروسية ان اتخاذ اجراءات "لضمان المستوى الضروري للاستعداد القتالي بما يتناسب مع الظروف" هو ممارسة متبعة أثناء تأزم الأوضاع العسكرية - السياسية في العالم. وتفاعلت موسكو بسرعة مع أنباء عن عبور قوات برية اميركية وبريطانية الحدود العراقية، وذكر مسؤول التعاون العسكري الدولي في الوزارة الجنرال ليونيد ايفاتسوف ان هذا النبأ "محاولة للضغط النفسي" على بغداد. وأضاف ان العمليات "ليس لها مبرر" من الناحية العسكرية، مشيراً الى ان روسيا تنظر في التخلي عن تدريبات مشتركة مع الاميركيين في اطار عمليات "حفظ السلام 99" وتدريبات أخرى بحرية ودفاعية. الى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي في اتصال هاتفي مع نظيرته الاميركية مادلين اولبرايت ان "ضرراً جوهرياً" سيلحق بالعلاقات الاميركية - الروسية إذا لم يتوقف القصف فوراً، وقال: "هذا ليس خيارنا". وأفاد بيان أصدرته وزارة الخارجية ان ايفانوف شدد على ان العمل العسكري "أحدث فعلاً مضاعفات سلبية خطيرة في الخليج، وعلى نطاق أوسع". وفي اتصال مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي وصف ايفانوف ضرب العراق بأنه "عدوان يشكل سابقة خطيرة، ويمكن ان يطاول منظومة الأمن الدولي كلها". وأوفدت موسكو الى طهران مساعد رئيس الدولة للشؤون الخارجية سيرغي بريخودكو، ولم تكشف تفاصيل عن مهمته. ووافق مجلس الدوما على قرار يطلب من رئيس الدولة "الانسحاب فوراً" من نظام العقوبات المفروضة على العراق و"الاستئناف الكامل للتعاون الاقتصادي والعسكري" مع بغداد التي وصفها القرار بأنها "ضحية للعدوان". وشاركت قوى سياسية عديدة في تظاهرات امام السفارة الاميركية في موسكو، كما نظم العرب المقيمون في العاصمة الروسية تظاهرة مماثلة تحت شعار "ارفعوا ايديكم عن العراق". في طهران أ ف ب ندد نائب رئيس مجلس الشورى الايراني حسن روحاني امس بپ"الديكتاتورية" التي تمارسها واشنطن "على الساحة الدولية"، معتبراً ان "القرار الاحادي الجانب بمهاجمة العراق مثير للقلق". ونقلت الاذاعة الايرانية عن روحاني قوله اثناء لقائه مبعوث الرئيس الروسي ان "الديموقراطية ستكون افضل امثولة يمكن مجلس الامن ان يلقنها للولايات المتحدة". وأضاف روحاني وهو ايضاً امين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني ان "هذه الديكتاتورية التي تمارس على الساحة الدولية تثير مشكلات، وهي خطيرة جداً".