تحولت "قاعة المجلس الأعلى" في "معهد العالم العربي" مساء أول من أمس الى ديوان شاسع من أجل سماع الشاعر اللبناني أنسي الحاج وشعره. لم تكن أمسية كغيرها، بل عمل على تنظيمها وإضفاء جو مسرحي عليها المخرج اللبناني نبيل الأظن، الذي وزع أدوار القراءة على عدد من الممثلين اللبنانيين والفرنسيين الذين قرأوا بالتوالي نصوصاً شعرية بالعربية منتقاة من دواوين أنسي الحاج "لن"، "الرأس المقطوع"، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"، "ماضي الأيام الآتية"... وأخرى بالفرنسية مأخوذة من كتاب "الأبد الطيار" الذي صدر العام الماضي عن دار "سنبداد/ أكت سود" وجمع مقتطفات من أعمال الشاعر اللبناني قدّم لها عبدالقادر الجنابي. يذكر ان هذه المجموعة تشكل الترجمة الفرنسية الأولى لأشعار أنسي الحاج. قرأ الشاعر المحتفى به بعضاً من شعره، بالعربية طبعاً، في حين شاركت الممثلة موريال معلوف والإعلامية ندى كبّه والمخرج نبيل الأظن في قراءة النصوص العربية الأخرى بشاعرية وبراعة، أما الشعر المترجم الى الفرنسية فقرأه بحساسية ومهارة كل من روجيه ميرمون وآني رومان وباتريك كارل وايمانويل لافون، في حين كان موسيقي يعزف الأنغام الشرقية على الشبّابة. قدم الأمسية الكاتب والناقد ساران الكسندريان - وهو اختصاصي بأعمال اندريه بروتون - الذي أعرب عن إعجابه الشديد بأنسي الحاج وعن المفاجأة الكبيرة التي وجدها في شعره ولم يكن قرأه من قبل، وقال: "اكتشفت بفرح وحماسة شعر أنسي الحاج، وما زلت مسحوراً بهذا الاكتشاف من كونه جديداً دائماً ... إبان قراءتي قصائد "الابد الطيار" المترجمة الى الفرنسية، بنفحة الشعر العظيم المبدع، وأحسست ان جوهر رسالة أنسي الحاج قد نقل اليّ .... ان قراءة "الابد الطيار" اقنعتني بأن أنسي الحاج وريث روحي للشعراء الكبار الذين تعمقت في دراستهم في "السوريالية والحلم"، الشعراء الذين وصفهم اراغون بأنهم "رؤساء جمهورية الحلم". لكن شعر أنسي الحاج ينطوي على أمر لا نجده في السوريالية التقليدية، الى اضافة تصنعها خصوصيته المميزة ...". وعلى رغم مخاوف المنظمين من ان تؤثر ضربة العراق على توافد الجمهور الى الأمسية، غصت صالة "معهد العالم العربي" بأعداد كبيرة من محبي أنسي الحاج وشعره ومحبي الشعر عموماً من لبنانيين وفرنسيين، جلسوا على المقاعد وعلى الأرض ووقفوا عند الباب يستمعون الى قصائد "سميتك سرية" و"الرسولة" و"أغار" و"حوار" و"الأولون آخرون"... وغيرها من النصوص الشعرية 34 نصاً التي ختمها أنسي الحاج بإلقائه قصيدة جديدة هي أحدث ما كتب وعنوانها "غيوم"