أعلنت امس حال الطوارىء الصحية في مناطق طرابلس والميناء والكورة والبترون شمال لبنان فحُرم مئات الآلاف من المواطنين استخدام مياه الصنابير في منازلهم حتى اشعار آخر استعاضوا عنها ب"غالونات" بلاستيك كانت تلاحق الصهاريج التي جالت الاحياء بعدما تحركت الدولة" وملأتها مياهاً "غير ملوثة" لاستخدامها للاستهلاك اليومي. وكانت عملية تصريف "زيبار" معاصر الزيتون في مجاري الانهار كشفت حجم التلوث الذي يصيب مياه الشفة بعدما كانت بلدية طرابلس حذّرت قبل شهرين ونصف شهر من التلوث لكن تحذيرها لم يلقَ آذاناً مصغية. وقال رئيس بلدية طرابلس سمير شعراني ل"الحياة" ان "تحرّك المجلس البلدي خلال اليومين الماضيين في ضوء الحالات المرضية التي أصيب بها المواطنون نتيجة استخدامهم المياه الملوثة وعدم قدرتهم على الذهاب الى المستشفى للعلاج بسبب الضائقة المعيشية، لاقت صداها لدى المسؤولين فاتصل اليوم امس رئيس الحكومة سليم الحص واطلع على الموضوع واعطى تعليماته للوزراء المعنيين وتمّ وضع تجهيزات الوزارات لتنظيف مجاري المياه. وتعمل الآن الآليات على تنظيف مياه ابو حلقة". وأشار الى "ان البلدية كانت تحركت سابقاً عبر الدائرة الصحية واجرت فحوصاً على المياه الملوثة ورفعت تقاريرها الى المعنيين، فقالوا ان امدادات المجارير مهترئة ونعمل على تصليحها وحصل ان بدأت معاصر الزيتون بالعمل وبدأ "الزيبار" يدخل البيوت عبر صنابير المياه فزاد التلوث تلوثاً، كان الناس قبل الزيبار يغلون المياه لاستخدامها اما بعده فلم يعد هناك امكان لاستخدام المياه نهائياً بسبب لونها ورائحتها الكريهة التي تشبه رائحة المجارير". وطالبت البلدية برفع الاعتداءات عن مياه رشعين واعلان مجرى وادي هاب منطقة محظورة على رمي النفايات المنزلية والصناعية والزراعية والمجاري الصحية وقفل المعامل ومعاصر الزيتون التي لا تتأمن فيها الشروط الفنية المنصوص عليها في القوانين واستحداث مركز أمني مهمته مراقبة مجرى نهر هاب وتوقيف كل من يعتدي على الوادي والاسراع في تنفيذ شبكة مجارير طرابلس ومياه الشفة واستحداث شبكة مجارير ومحطة تكرير لمنطقة الكورة وضواحيها. وسارع قائمقام الكورة نزيه شمعون الى عقد اجتماعات للجنة المكلفة درس التلوث واسبابه وخلص الى ان مياه نبع هاب ملوثة لاكثر من سبب وهناك تسرب الى مياهه الجوفية عبر فجوات في المجرى بين بلدتي الدبة وضهر العين وجاء "الزيبار" ليزيد من تلوثها. ثم هناك تسرب لمياه المجارير من بلدات كوسبا وكفرصارون وأميون والقرى المحيطة بها عفصديق وكفرحزير وبشمزين وبطرام ودبا وعابا. وقد تحرّك القضاء واصدر النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي وليد عيدو قراراً بقفل معاصر الزيتون في البترون بعدما اثبت تقرير طبيب القضاء ان مياه الشفة ملوثة بسبب "الزيبار" الذي تسرب الى المياه الجوفية. وفي انتظار تأهيل امدادات المجارير تبقى الحلول المقترحة لانهاء المشكلة سبباً لأكثر من مشكلة مستقبلية فهناك اقتراح باستخدام صهاريج لجمع المياه المبتذلة الناتجة عن المعامل والمعاصر والتخلص منها اما في فجوات إسمنتية تمنع تسربها الى المياه الجوفية وإما برميها في البحر!. الى ذلك، رحّلت وزارة البيئة امس آخر دفعة من النفايات المستوردة الى لبنان، وهي عبارة عن مستوعبين من نفايات البلاستيك الملوثة، مصدرها بلجيما. وأشرف على العملية وزير البيئة آرثور نازاريان والقنصل البلجيكي في لبنان كالان ناكاي وممثل منظمة غرين بيس في لبنان فؤاد حمدان. وأكد نازاريان "الانتهاء من مشكلة استيراد النفايات بعدما اصدرت الوزارة القرارات التي تمنع ذلك وفقاً لاتفاق "بازل". وشكر لسلفه أكرم شهيب ايلاءه ملف النفايات اهتماماً خاصاً ساعد على تخليص لبنان نهائياً منها.