منعت سلطات الحدود الأردنية فجر أمس رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل وعضوي المكتب موسى أبو مرزوق وابراهيم غوشة من مغادرة مطار عمان الى دمشق للمشاركة في "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الذي افتتح وسط خلافات حادة بين الفصائل الفلسطينية المعارضة، وحضره ممثل ل "أبو نضال" راجع ص 5 . وكانت السلطات الأردنية منعت 32 شخصية فلسطينية وأردنية من المغادرة. ووصفت "حماس" قرار عمان بمنع مغادرة مشاركين في المؤتمر بأنه "مستهجن لا يخدم مصلحة الأردن"، فيما شدد وزير الداخلية الأردني نايف القاضي على حق بلاده في منع أي مواطن من السفر في حال تعارض سفره مع "مصلحة الوطن العليا أو من شأنه ان يضر علاقاتنا مع بعض الدول". وعكس الموقف الأردني عمق التنسيق مع السلطة الفلسطينية، وكذلك توتر العلاقات بين دمشقوعمان. وقال وزير الداخلية الأردني ان حكومته "لا تمنع أي مواطن أردني من السفر إلا إذا توافرت لديها معلومات عن نية بعض الأشخاص الاشتراك في مؤتمرات أو نشاطات خارج الأردن تمس المصلحة العليا للوطن وتضر علاقاتنا مع بعض الدول". ولفت الى أن الحكومة ستسائل "أي شخص يقوم بنشاطات تضر المصالح الوطنية". وأكدت مصادر قريبة الى "حماس" ل "الحياة" ان ممثل الحركة في عمان محمد نزال كان غادر الى دمشق قبل اسبوع للمشاركة في تحضيرات المؤتمر، وان الحركة "شاركت بوفد من 15 عضواً". واعتبرت الحركة في بيان وزعته ان الاجراء الأردني "انتهاك واضح لحقوق الانسان وحرياته العامة وأولها حرية التعبير عن الرأي وحرية التنقل". وأوضحت ان المؤتمر المنعقد في دمشق "ليس موجهاً في أي شكل الى الأردن، وانما هو شأن فلسطيني". ورأت ان "التذرع بأن المؤتمر يمس الأردن مجافٍ للحقيقة، فقوى شعبنا الفلسطيني لا يعنيها الا التصدي للاحتلال الصهيوني". خلافات المعارضة في دمشق خرجت الخلافات بين "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" بزعامة نايف حواتمة وباقي المنظمات المشاركة في "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الى العلن مع افتتاح المؤتمر أمس في حضور اكثر من 350 عضواً. وكان لافتاً حضور ممثل عن "حركة التحرير الوطني" فتح - المجلس الثوري بزعامة صبري البنا ابو نضال، ونائب رئيس البرلمان الايراني آية الله موحدي وزعيم "حزب الله" حسن نصرالله والرئيس الجزائري السابق احمد بن بلّه، اضافة الى منير المقدح المنشق عن حركة "فتح". وقال السيد عاطف المصري ل "الحياة" انه حضر الى دمشق "بناء على قرار قيادي اتخذ في فتح - المجلس الثوري، تلبية لدعوة من اللجنة التحضيرية للمؤتمر. ولم نأت لأننا ضد الرئيس ياسر عرفات فقط بل لأننا نريد تأكيد الحقوق الفلسطينية". علماً ان حركة "أبو نضال" محظورة في سورية منذ بضع سنوات. وجاء في مذكرة سيوزعها المصري اليوم على بعض اعضاء المؤتمر ان "اجتماع غزة لالغاء بنود في الميثاق يعبر عن بلوغ الخط التصفوي الاستسلامي في الساحة الفلسطينية مداه ومنتهاه". ودعت "فتح - المجلس الثوري" الى خطوات بينها "تجاوز الحسابات الضيقة وتوزانات المحاصصة في التمثيل والقرار" مع "تأكيد التمسك بالميثاق الوطني الفلسطيني برنامجاً سياسياً في هذه المرحلة، والعمل لتحقيق اوسع اصطفاف نضالي وجهادي". ومن الخلافات التي برزت الى العلن، رفض حواتمة الشعارات المعلقة في قاعة المؤتمر وعدم التزامه قرار اللجنة التحضيرية حصر التصريحات بالناطق الرسمي باسم المؤتمر انيس الصايغ. وقال زعيم "الديموقراطية" ل "الحياة" ان شعار "فلسطين من النهر الى البحر، لم يقر من اللجنة التحضيرية أو المؤتمر الذي يضم الوان الطيف في الساحة الفلسطينية"