قال وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ان التغلب على الأزمة الحالية التي تمر بها سوق النفط العالمية يكمن في تعاون شامل بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك والمنتجين من خارجها. وأيده في هذا الأمين العام لمنظمة "اوبك" ريلوانو لقمان الذي دعا الدول من خارج المنظمة الى اجراء تخفيضات على انتاجها لتقليص الفائض من المعروض في السوق العالمية. وحض الناصري على هامش اعمال مؤتمر عالمي للغاز افتتح امس في دبيايران وفنزويلا على التزام تخفيضات انتاجهما التي تعهدتا بهما، مؤكداً ان مصلحتهما القيام بذلك لتقليص الفائض النفطي ودفع الأسعار الى مزيد من التحسن. وقال ان بلاده ستؤيد اي جهد مشترك من جانب المنظمة لتحسين الاسعار، داعياً دول المنظمة الى اظهار اقصى تعاون مشترك للتغلب على الأزمة الحالية ومشيراً الى ان الاسعار الحالية تؤثر سلباً في جميع الدول المنتجة للنفط في العالم. واعتبر ان أي اتفاق تتخذه المنظمة لن يصبح مجدياً ما لم تبادر الدول من خارج "اوبك" بالتعاون معه. وقال ان لدى دول "اوبك" اتفاقاً للمحافظة على سقف الانتاج الحالي ولديه الآن اربعة اشهر لمراجعة الاتفاق. وسيعقد اجتماع في آذار مارس المقبل يقرر في ضوء التطورات المقبلة والتزامات الدول الاعضاء في المنظمة مدى الحاجة الى اجراء مزيد من التخفيضات. وقال لقمان من جانبه للصحافيين على هامش المؤتمر ان السعر العادل لبرميل النفط يتراوح بين 15 و20 دولاراً، مؤكداً ان الوقت حان للدول المنتجة من خارج "اوبك" للتعاون خصوصاً وانها باتت تسيطر على 60 في المئة من الانتاج العالمي للنفط مقبال 40 في المئة لپ"اوبك".وأضاف: "اوبك نجحت في تخفيض نحو مليوني برميل من النفط في السابق، وستسعى في المرحلة المقبلة الى اجراء المزيد من الخفض لاعادة الاستقرار للسوق النفطية"، مستغرباً في الوقت نفسه من القول ان المنظمة لم تنجح في التوصل الى اتفاق في اجتماعها الاخير في فيينا. وقال "ان الاجتماع نجح في الموافقة على تمديد الاتفاق السابق". وحول الدعوة الجزائرية الى عقد اجتماع لقادة الدول المنتجة للنفط، قال لقمان انه ليس من المعقول التعليق على دعوة قادمة من رئيس دولة فهي موجهة لقادة دول وليس لوزراء النفط فيها، وقادة الدول هي التي تقرر تلبية الدعوة او الاعتذار. وكان ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم افتتح اعمال "مؤتمر غاز تك" معرباً عن امله في ان يتوصل المؤتمر الى نتائج ايجابية ووضع تصورات مشتركة مفيدة لتطوير وتنمية صناعة الغاز واستغلالها بشكل امثل. وقال الناصري امام المؤتمر ان الاسعار الحالية المنخفضة للنفط والغاز لا تفيد اقتصادات الدول المنتجة، وتجعل من عملية الاستثمار في مشاريع النفط والغاز قليلة الأهمية، معرباً عن اعتقاده ان الاستمرار في هذا الوضع سيؤدي بالدول المستهلكة ان تجد نفسها امام واقع محرج مع شح المعروض وتقلص الانتاج وهو ما سيدفع بأسعار الطاقة الى مستويات غير معقولة. وتوقع الناصري ان ينمو الطلب على الغاز بنسبة 45 في المئة و85 في المئة لسنتي 2010 و2020 على التوالي بالمقارنة مع عام 1995. وقال انه لمقابلة الطلب الكبير المتوقع على الغاز فانه لا بد من توظيف استثمارات كبيرة في الوقت المناسب، ولانجاح العملية المذكورة فان هناك حاجة ملحة للتعاون الوثيق بين الدول المستهلكة والمنتجة، مؤكدا على ان عدم استقرار الاسواق وتقلبات الأسعار سيلحقان ضرراً كبيراً باقتصادات الطرفين. وقال ان منطقة الشرق الأوسط تحتضن 675 بليون برميل من النفط وأكثر من 50 تريليون متر مكعب من الغاز، اي انها تملك 55 في المئة من الاحتياط النفطي العالمي و30 في المئة من احتياط الغاز، في حين ان حصتها من الانتاج العالمي للنفط تدور حول 30 في المئة فقط بينما تدور حول أربعة في المئة فقط من انتاج الغاز