أظهرت احصاءات رسمية ان عدد النساء يفوق عدد الرجال في المغرب بنحو 134 ألف نسمة نتيجة عوامل مختلفة أهمها ارتفاع الوفيات عند الذكور وطول أعمار النساء المسنات، إذ يعيش الرجال في المعدل 66 سنة بينما تعيش النساء 70 سنة. وقالت دراسة حول السكان في المغرب انجزتها كتابة الدولة في الاحصاء العام 1997 انه من أصل 27.3 مليون نسمة سكان المغرب يوجد 13.7 مليون امرأة و13.5 مليون رجل. ولاحظت الدراسة ان عدد الذكور يتفوق على عدد الاناث عند الولادة، وقد تم تسجيل ميلاد 268 ألف ولد و255 ألف بنت في العام 1996. لكن عدد الذكور يتناقص تدريجاً مع تطور العمر ويموت الأولاد في السنوات الأولى للولادة أكثر من البنات حيث تم تسجيل وفاة 5861 طفلاً مقابل 4859 طفلة تقل أعمارهم عن سنة العام 1996، وحتى سن العشرين يظل عدد الشباب أكثر من عدد الشابات وتم تسجيل 6.3 مليون ذكر و6.1 مليون انثى تقل أعمارهم عن عشرين سنة. لكن نسبة النساء تبدأ بالارتفاع في المراحل التالية للعمر فيلاحظ انه حتى الاربعينات تميل الكفة لصالح النساء وتم تسجيل 306 آلاف امرأة اضافية في مراحل العمر التي تتراوح بين 20 و39 سنة أي سنوات الطلب على الزواج والعمل وهو ما يفسر اتساع ظاهرة النساء العوانس ونسبة النساء غير المتزوجات. وقالت الدراسة ان عدد النساء يفوق عدد الرجال بنحو 185 ألفاً بالنسبة الى شرائح الأعمار بين 20 و49 سنة. ويستمر التفاوت بين الجنسين حتى الثمانينات فنجد نسبة السيدات طاغية، وتم تسجيل وفاة 7216 رجلاً مقابل 2267 امرأة تزيد اعمارهم عن ثمانين سنة. وأظهرت الاحصاءات انه ابتداء من عمر الخمسينات، تسجل نسبة وفيات أكبر لدى الرجال مقارنة بالنساء بسبب الادمان على التدخين والكحول وحوادث السير. وتم تسجيل 56 ألف وفاة للرجال مقابل 28 ألفاً للنساء، وهو ما يفسر اتساع ظاهرة السيدات المسنات اللواتي يعشن سنوات طويلة بعد وفاة الازواج والاخوة واحياناً في حالة عزلة ومن دون معين، وهي نسبة في تزايد مستمر ويحتمل ان تبلغ 8 في المئة من اجمالي السكان البالغين في العقد الأول من القرن المقبل. وقالت الدراسة ان حياة التمدن واتساع ظواهر التدخين والمخدرات والكحول والسهر عند الرجال في منتصف العمر يشكلان سبباً مباشراً لحالات الوفاة المبكرة عند الرجال في مقابل استمرار المرأة في دورها التقليدي في التربية وادارة شؤون البيت. لكن الدراسة اظهرت ان حظوظ المرأة في تحصيل عمل مناسب تظل أقل من فرص الرجل ولا تتجاوز نسبة الموظفات والعاملات وصاحبات المشاريع نسبة 24 في المئة مقابل 75.7 في المئة للرجال. فهل تكون حياة الحضارة سبباً في تقلص أعداد الرجال واتساع ظاهرة عنوسة النساء