أظهرت دراسة مغربية رسمية أن تحسن مستوى المعيشة وارتفاع مستوى التعليم، باتا يؤخران سن الزواج ويقلصان الخصوبة لدى النساء، ويطيلان عمر الأفراد ويزيدان في نسبة العزوبة النهائية. وجاء في البحث الوطني الديموغرافي أن أغلب المغاربة أصبحوا يتزوجون في سن متأخرة لانشغالهم باستكمال الدراسة وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية التي تحتل الأولوية على الزواج الذي تراجعت سن المقبلين عليه إلى ما بين 30 و 34 سنة في المتوسط. وبات 30 في المئة من البالغات 35 سنة عازبات، وارتفع عمر - العزوبة النهائية - الى 50 سنة لدى بعض الرجال، وهي نسبة تقدر ب 6 في المئة من مجموع العازبين، أي ضعف معدّلها لدى الرجال، و8 أضعاف معدلها لدى النساء مقارنة بعام 1994. وقالت الدراسة انه عام 2010 كان متوسط سن الزواج 26,2 سنة للنساء و31,4 سنة للرجال، أي بتأخير عشر سنوات للمرأة و5,7 سنوات للرجل مقارنة بإحصاءات عام 1962، كما تقلص فارق السن بين الجنسين الى 4,8 سنوات وكان يُقدر ب 6,6 سنوات. وارتفع سن زواج البنت في الأرياف الى 25 سنة، وفي المدن الى 27,4 سنة، ويصل المتوسط الحضري الى 32,5 سنة للرجال مقابل 30 سنة لسكان القرى. وقالت الدراسة إن الأسر الحديثة تتميز بتقارب عمر الزوجين وتحسن مستوى المعرفة وتقلص عدد الأطفال (اثنان حالياً مقابل 7 أطفال في عام 1960). واعتبر البحث أن المستوى التعليمي والانتماء الطبقي يحددان سن الزواج وعدد الأطفال، ويمكن تفسير ذلك بفرص التعليم ووسط الإقامة بالنسبة الى المرأة على الخصوص. وباتت المرأة تمثل ثلث عدد العاملين في الوظائف الإدارية، وهي تكاد تسيطر على قطاعات مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وحتى الاعلام. وتشجع السلطات المغربية فكرة المناصفة في الحظوظ والوظائف والمسؤوليات بين الرجال والنساء بما في ذلك المناصب الكبرى. وتراجع زواج الأقارب في المغرب باتساع الاختلاط بين الجنسين في الجامعة ومكان العمل والتسوق. وقالت الدراسة إن ميل المرأة أو الرجل للزواج من أفراد العائلة أو المعارف انخفض كثيراً عما كان قبل عقود، على رغم استمراره في الأرياف بنسبة 21 في المئة، بينما تصل النسبة الى 40 في المئة في الجزائر. وانعكس تحسن العيش والتعليم في ارتفاع معدل الحياة فزاد الى 75 سنة في المتوسط عام 2010، وكان 65 سنة عام 1987 ولم يتجاوز 47 سنة عام 1962، وتختلف معدلات الحياة بين الحواضر والقرى وتبلغ على التوالي 77 في المدن و72 سنة في الأرياف، وترتفع عند النساء الى 78 سنة. وقالت الدراسة إن الإناث يعشن في المتوسط 3 سنوات أكثر من الذكور. واحتمال وفيات الأطفال اقل من خمس سنوات يبقى أعلى ب 18 في المئة من نظيره لدى الإناث، بسبب عوامل بيولوجية واجتماعية واقتصادية تنطبق على جلّ دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط حيث تعيش المرأة عمراً أكثر امتداداً من الرجل، ما يفسّر ظاهرة الأرامل المُسنات.