طوكيو - أ ف ب - بدأ الرئيس الصيني جيانغ زيمين امس الاربعاء زيارة "تاريخية" من ستة ايام، هي الاولى لرئيس صيني الى اليابان تحت شعار المطالبة الصعبة بين العملاقين الآسيويين بعد 53 عاماً على نهاية الاجتياح الياباني للصين. واعلن الرئيس الصيني لدى نزوله من الطائرة ان "من المهم جداً ان نستعرض تاريخ" البلدين اللذين اتسمت علاقاتهما تقليدياً بالتوتر والاضطراب. وبذل ديبلوماسيو البلدين جهوداً حثيثة منذ اشهر عدة لتحضير هذه الزيارة الغنية بمعانيها الرمزية، وما تحمله من تطلعات لدى الجبارين الى ارساء اجواء ثقة. وقبل وصول جيانغ جابت قافلة من 17 حافلة من اليمين المتطرف مجهزة بمكبرات الصوت شوارع طوكيو للاحتجاج على طلب الصين من اليابان تقديم اعتذارات عن التجاوزات التي ارتكبها الجيش الامبريالي الياباني فيها بين 1937 و1945. واتخذت السلطات اليابانية تدابير امنية مشددة ونشرت عشرة الاف شرطي في العاصمة لتوفير الحماية للرئيس الصيني الذي يرافقه في هذه الزيارة نائب رئيس الوزراء كيان كيشين. وحل الرئيس الصيني وزوجته وانغ ييبينغ ضيفين على مأدبة عشاء غير رسمية يقيمها على شرفهما رئيس الوزراء الياباني كيزو اوبوشي وعقيلته. أما الشق الرسمي من هذه الزيارة فيبدأ اليوم بمأدبة فطور يشارك فيها رؤساء حكومات سابقون يعقبها لقاء مع رجال السياسة اليابانيين الذين ساهموا في تطبيع العلاقات بين الصينواليابان في العام 1972. وبعد الاستقبال الرسمي سيستقبل الامبراطور الياباني اكيهيتو الرئيس الصيني. وستتجلى هذه الزيارة بتوقيع الرئيس الصيني ورئيس الحكومة الياباني بيانا مشتركا يعلن فيه البلدان عزمهما على التعاون في ميادين عدة مثل مكافحة الانتشار النووي والتنمية الاقتصادية والامن الاقليمي وحتى حقوق الانسان. وفي ختام مفاوضات ماراثونية بين بكينوطوكيو من المرتقب ان تعبر اليابان في هذه الوثيقة عن "ندمها العميق" ل "العدوان" الذي ارتكب في الصين حتى العام 1945، وان تعلن ان كل اتصالاتها مع تايوان ليست رسمية. كما يتوقع في ضوء المفاوضات التي اجراها مساء اول من امس وزيرا خارجية البلدين ان يعلن اوبوشي "اعتذارات" لكن بطريقة شفوية امام الرئيس جيانغ زيمين. وفي هذا الخصوص عبر وزير الخارجية الصيني تانغ جياكسوان في تصريحات الى الصحف اليابانية، عن شكه في ان يكتفي الرئيس الصيني، وهو "رجل من جيل آخر"، بهذه الاعتذارات الخجولة. فالصين ترغب في معاملة مساوية على الأقل للمعاملة المخصصة لكوريا الجنوبية التي استعمرتها اليابان حتى العام 1945. وكان اوبوشي عبر عن "اعتذارات من صميم القلب" في وثيقة مكتوبة سلمت الى الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي-جونغ اثناء زيارته الى طوكيو الشهر الماضي. واوضح الامين العام والناطق باسم الحكومة اليابانية هيرومو نوناكا امام الصحافيين ان طوكيووبكين بذلتا "كل الجهود الممكنة لإنجاح هذه الزيارة". وتتزامن زيارة الرئيس جيانغ زيمين مع الذكرى العشرين لمعاهدة السلام والصداقة بين الصينواليابان. أما المحطات الأبرز الاخرى في هذه الزيارة فهي خطاب الرئيس الصيني السبت امام جامعة واسيدا ثم مؤتمر صحافي يعقده في اليوم نفسه. وسيتوجه بعد ذلك الى سينداي في شمال شرقي اليابان لمشاهدة النصب الذي شيد تخليداً لذكرى الكاتب الصيني الكبير لو كسون، ثم ينتقل الى سابورو في جزيرة هوكايدو قبل ان يقفل عائداً الى بكين الاثنين