شريحة كومبيوتر أصغر من البطاقة المصرفية تستخلص من قطرة دم الشخص مواصفاته البدنية والأمراض التي يُحتمل أن تصيبه. ويمكن للشخص أن يعرف فورياً ما إذا كان مهدداً بخطر الاصابة بالسكري أو بالسرطان وتحديد ردود فعل الجسم على العلاج. قام بتطوير "الشريحة البيولوجية" عالم روسي وتساهم في مشروعها وزارة الطاقة الأميركية وأكاديمية العلوم الروسية وشركتا صناعة الكومبيوتر الأميركيتان "موتورولا" و"باكارد". شريحة بيولوجية على غرار شريحة الكومبيوتر التي تقوم بملايين الحسابات في ثانية واحدة يمكن أن تقوم الشريحة البيولوجية بقراءة آلاف الشيفرات التي تحدد مواصفات الشخص. وتحتوي الشريحة التي تستخدم تكنولوجيا "المايكرو-جيل" micro-gel على أنابيب اختبار مجهرية يبلغ عددها 10 آلاف. ويتم في هذه الأنابيب التحليل الكيماوي لمكونات الشيفرة البشرية وتحديد مواصفات الجسم على أساسها ومعرفة ردود أُفعاله ومقاومته للأمراض المختلفة. ويبلغ سعر الشريحة الواحدة حالياً 50 دولاراً، لكنه لن يزيد عن دولار واحد عند تصنيعها على شكل مكثف. ويتوقع أن تحدث قراءة الجينات البشرية قفزة في استخدام الشريحة البيولوجية التي ستصبح آنذاك من معدات الفحص المألوفة في عيادات الأطباء. صناعة ببلايين الدولارات وذكر عضو أكاديمية العلوم الروسية أندريه ميرزا بيكوف الذي قام بتطوير الشريحة أنها تقدم قراءة أسرع من الطرق التقليدية. فبدلاً من قراءة كل حرف من الجينات على حدة تقوم الشريحة بقراءة عبارات وجمل بكاملها في آن. وقال وزير الطاقة الأميركي ان الشريحة البيولوجية بالغة الأهمية للصحة والزراعة في الولاياتالمتحدة. وتدعم الحكومة الأميركية تطوير الشريحة ضمن مشروع "الجينوم البشري"، وتوقع المسؤول الأميركي أن تمهد الشريحة البيولوجية لقيام صناعة ببلايين الدولارات. وتستخدم الشريحة على نطاق واسع في الطب، حيث يمكنها التشخيص الفوري لعشرات الأمراض. وستدعم الشريحة تطوير صناعة الأدوية الشخصية التي تناسب كل فرد وتشخص حساسية الأشخاص المختلفين وردود أفعالهم. وتساهم الشريحة بذلك في التقليل من خطر الأدوية التي يساعد بعضها على شفاء كثيرين وانقاذ حياتهم لكنها تحدث لآخرين مشاكل صحية خطيرة وربما وفيات. وذكر ريتشارد ماكينان رئيس شركة "باكارد أنسترومنت" أن استخدام الشريحة البيولوجية في الزراعة يساعد على تحسين المحاصيل وتطوير أنواع زراعية مقاومة للأمراض. الجينوم ويخوض العلماء والمراكز العلمية الدولية سباقاً حقيقياً لتشخيص مفردات الجينوم البشري. ويعتبر الجينوم البشري Human Genome الموجود داخل نواة خلايا الجسم المخطط الأساسي للانسان والشيفرة التي تحدد جميع مواصفاته. ويتكون الجينوم من نحو 3 بلايين وحدة من الحمض النووي. وتم تحديد 200 مليون وحدة لحد الآن، ولا يمر يوم تقريباً دون الاعلان عن اكتشاف جينات تخص أمراض معينة أو صفات محددة وتحديد مواقعها في الحلزون الجيني. وبدأ العمل في المشروع الدولي للجينوم البشري عام 1990، وساهم "المعهد القومي لبحوث الجينوم" في الولاياتالمتحدة مع وزارة الطاقة الأميركية في تأسيس المشروع ويتوقع الانتهاء من تحديد جميع مكونات الجينوم عام 2003. وتساهم في العمل جامعات ومراكز بحوث عدة حول العالم. وأعلنت أخيراً جهات منافسة تساهم فيه عن عزمها على الانتهاء منه عام 2001