تزايد استعمال منظم دقات القلب Pacemaker هذه الأيام نتيجة للتطور الملحوظ في هذا النوع من الأجهزة من جهة، ولتقدم العمر من جهة أخرى، ما أدى بالتالي إلى زيادة نسبة حدوث المشاكل القلبية. أكثر استعمالات المنظم يتم في الحالة المسماة بتباطؤ القلب، وهي تعني ان سرعة القلب أصبحت بطيئة لتواكب حاجة الجسم. وتحدث نتيجة الخلل في الآلية التي تنظم انتقال التحريض لحدوث تقلص عضلة القلب ضمن القلب ذاته. أسباب تباطؤ القلب، او اضطرابات نظام القلب، كثيرة منها الوراثة وأمراض معينة وتقدم العمر، والتي تحدث بعد الاحتشاء القلبي. ولكن في أغلب الأحيان فإن السبب غير معروف. ومن الجدير بالذكر أن القلب ينبض بانتظام وبفواصل ثابتة، طالما ان الانتقال الكهربي سليم ونقال.ع وهو ينبض حوالى 60-80 نبضة في الدقيقة، أي حوالى 000،100 نبضة في اليوم الواحد. وهذا المعدل يختلف باختلاف مستوى الفعالية والنشاط. Peacemaker يتألف هذا الجهاز من علبة معدنية وأسلاك خاصة ذات نهاية حساسة. يوجد في العلبة المعدنية بطارية خاصة ودارات كهربائية شبيهة بكومبيوتر صغير، عملها يكمن في تنظيم زمن انتقال النبضات الكهربائية إلى القلب. أما الاسلاك، فهي تصل بين هذا الكومبيوتر وبين أجواف القلب، وتلعب دور الحارس على سلامة تقلص القلب، إذ أنها ترسل النبضات إليه حينما يفشل القلب في ذلك. وهناك أنواع عدة من المنظم تبعاً للحالة الطبية، منها من يتحرى تقلصات الاذنين ومنها ما يتحرى تقلصات البطين أو الاثنين معاً، علماً ان هذا الجهاز لا يعمل إلا عند توقف القلب عن التقلص. نصائح وتوصيات يوضع المنظم في أعلى الصدر تحت التخدير الموضعي، وهو يدوم لسنوات عدة تبعاً لنوع الجهاز ولاستعمال الشخص له، إذ في بعض الأحيان تستعمل البطارية أكثر من اللزوم. يعود المريض إلى ممارسة نشاطه اليومي وأعماله العادية بسرعة، مثل الحمام والرحلات والوظيفة الاعتيادية وممارسة الجنس. إلا أن الاحتياط يجب أن يؤخذ من احتمال حدوث التشويش الخارجي من أجهزة كهربائية أخرى، على رغم الحماية المطبقة عليه. وعندها يشعر المريض بدوران أو بنبضات قلبية زائدة يتخلص منها بسرعة حالما يبتعد عن الجهاز أو عند اطفائه. لذلك يجب الانتباه إلى سلامة جميع الاجهزة الكهربائية في المنزل والمحافظة عليها لمنع هذا الأمر. والتعامل الأسلم معها يكون بعدم الاقتراب الشديد منها، وقد أظهرت الدراسات أخيراً ان الهاتف النقال يحدث تشويشاً مهماً في المنظم، لذلك يجب عدم الاقتراب منه أو وضعه أقرب من 15 سم من الجسم. ولحسن الحظ فإن تأثير هذا الأخير موقت هو الآخر، يزول حالما يُبعد الهاتف وعندها يعود المنظم لعمله المعتاد. ولا مانع من الاجراءات الطبية الشعاعية شرط ان تكون هذه الأجهزة غير موجهة مباشرة إلى منطقة المنظم. إلا أن التصوير المغناطيسي MRI لا يسمح به أبداً. كل مريض لديه منظم يحمل بطاقة خاصة تعرف عن اسمه ونوع الجهاز، وقد يحتاجها مثلاً في المطار، لأنه في بعض الأحيان قد تكشف أجهزة المراقبة وجود هذا الجهاز. يبقى ان على هذا النوع من المرضى التذكر ومراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أية اعراض غير طبيعية مثل ظهور ضيق النفس، الشعور بالدوار أو بالاغماء، تورم في الرجلين أو الرسغين أو اليدين أو المعصمين، حدوث ألم صدري، ارتفاع الحرارة مع إحمرار وتورم أو نزف في منطقة الجرح، وحدوث "حقة" عند المريض. بالاضافة إلى حدوث خفقان خلال النوم أو في أي وقت. كما يفترض مراجعة العيادة المتخصصة بشكل متكرر، مع متابعة جميع التعليمات الخاصة المتعلقة بكل مريض على حدة، مثل تلك المتعلقة بالطعام والأدوية والمعالجات الفيزيائية.