سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشروع التوسعة يكلف 500 مليون دولار ويرفع السعة الاستيعابية إلى 2،7 مليون راكب . أبو ظبي تبني محطة ركاب جديدة لمطارها الدولي وتسعى إلى تعزيز موقعها في عالم الطيران التجاري
تنفذ إمارة أبو ظبي مشروع توسعة ضخماً لمطارها الدولي ينتظر أن ينتهي في مدى أربعة أعوام من الآن ويسمح بزيادة سعة الاستقبال السنوية إلى أكثر من ضعفي السعة التصميمية الحالية البالغة 5،3 مليون مسافر. ويقود مشروع التوسعة رئيس دائرة الطيران المدني في أبو ظبي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، الذي رأس وفد أبو ظبي المشارك في "معرض سوق السفر العالمية 98". وذكر الشيخ حمدان ل "الحياة" أن مشروع التوسعة يتضمن بناء محطة دائرية جديدة للركاب تشبه إلى حد بعيد المحطة الدائرية الحالية التي تمنح بهندستها الدائرية سمة مميزة لمطار أبو ظبي الدولي. وأشار إلى أنه روعي في تصميم التوسعة الجديدة أن تكون منسجمة مع التصميم الحالي وأن تكون محتوية في الوقت ذاته على آخر المبتكرات التكنولوجية في عالم الخدمة الجوية وأنشطة الملاحة وعمليات المناولة الأرضية وإجراءات السلامة بهدف ضمان مستوى راقٍ من خدمة المسافرين ودرجة عالية من المرونة والفاعلية. وتتميز المحطة الدائرية الخاصة بوقوف الطائرات ونزول المسافرين بكونها أعرض وأكثر حداثة وانبساطاً في المساحة والانكشاف للضوء. ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من تصميم وتنفيذ مشروع التوسعة برمته بين السنة الجارية وعام 2002 لترتفع بذلك سعة الاستقبال التصميمية إلى 2،7 مليون مسافر. ويبلغ قطر المحطة الدائرية الجديدة 100 متر وهي أكبر من المحطة الحالية التي يبلغ قطرها 50 متراً وتسمح بوقوف 11 طائرة في آن لافراغ حمولتها من المسافرين. وتتيح المحطة الدائرية الجديدة، التي صممت وفق المواصفات الدولية المعتمدة، وقوف 18 طائرة. وهي قادرة على التعامل مع مختلف أنواع الطائرات من الضيقة الجسم والصغيرة إلى الطائرة العملاقة الجديدة ذات الجسم العريض. كما تتيح هذه المحطة تأمين قدر إضافي من الأمان عبر فصل المسافرين الواصلين عن المسافرين المغادرين، بالاضافة إلى احتوائها مساحة كبيرة مسقوفة لمجمّع السوق الحرة، الذي يحاذي منطقة مرور واصطفاف المسافرين والذي يتمتع بقدر بالغ من الراحة بفضل استخدام نظام آلي لانتقال المسافرين بين الطوابق. وتبلغ مساحة السوق الحرة الحالية ثلاثة آلاف متر مربع ينتظر أن تضيف عليها التوسعة الجديدة 4200 متر مما سيوصل المساحة الاجمالية للسوق الحرة للمطار في نهاية المطاف إلى 7200 مترمربع. وستضم المحطة الجديدة 50 محلاً لماركة عالمية مشهورة بالاضافة إلى 20 محلاً متخصصاً. وراعى المصممون في هندسة السوق الجديدة أن تمنح المسافرين تجربة مماثلة لتجربة التسوق في المجمعات الاستهلاكية الضخمة، لذلك تنتصب السلالم الكهربائية والمنصات التي يشرف منها المتسوقون على ردهات الاستراحة وواجهات المحال. وهناك ايضاً دار سينما ونادي أطفال. وفي الممر المكيف ذي السقف الزجاجي، الذي يصل بين المحطتين الدائريتين: الحالية والجديدة، يتحرك الأفراد مستخدمين أول نظام انتقال مكوكي سريع تعرفه منطقة الشرق الأوسط. وهذا النظام مؤلف من عبّارات مكوكية فائقة التطور وذات مستوى مرتفع من الراحة تسير في اتجاهين متعاكسين بسعة قصوى لكل منها تبلغ 30 شخصاً. وتفصل 20 ثانية بين كل عبّارة وأخرى. كما يسمح هذا النظام بنقل ألفي مسافر في الساعة في كل اتجاه. وقال الشيخ حمدان إن مدرجاً جديداً سيقام بعرض 60 متراً وطول 1،4 كلم بموازاة المدرج الحالي وعلى بعد 441 متراً بعيداً عنه على أن يجري تزويده أحدث أجهزة الملاحة والهبوط والاضاءة. وسينتهي العمل في بناء المدرج عام 2001. وتضم المحطة الجديدة مرافق ومساحات كثيرة تحول دون حدوث ازدحام وتسهّل إجراءات التدقيق بالجوازات. وستقام خمسة أبراج دائرية متصلة بالمحطة الدائرية الكبيرة. وتبلغ مساحة التسهيلات المخصصة لصالونات وصالات استراحة المسافرين 1900 متر مربع وفيها مقاهٍ ومناطق انتظار ومراحيض حديثة ومرافق تمنح درجة عالية من الراحة. وبين المشاريع الجديدة التي سيجري تنفيذها في إطار التوسعة بين عامي 2000 و2002، فندق جديد سعته 200 غرفة سيكون محاطاً بنادٍ للغولف يضم تسع حفر يقام بجانب نادي الغولف الرملي الحالي الذي يضم 18 حفرة. ويطل الفندق على المنتزهات المحيطة بالمطار وهو محاط بالحدائق وأراضي الملعب ومسبح ونادٍ رياضي. ومن المنتظر أن يشكل إضافة نوعية للفندق الحالي المقام في منطقة الترانزيت والذي يضم 19 غرفة وأنشىء فيه نادٍ صحي يضم ساونا وجاكوزي ونادياً رياضياً وملعباً للأطفال، وهي تسهيلات ترفيهية جديدة وتعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وستضم المحطة الجديدة مبنيين جديدين للشحن الجوي يضافان إلى منطقة الشحن الحالية. وتبلغ مساحة كل مبنى مسقوف 8500 متر مربع تضاف إليها 5500 متر من المساحة المفتوحة. وأضاف الشيخ حمدان إن الهدف من التوسعة الجديدة هو استيعاب عدد أكبر من المسافرين وتوطيد مكانة مطار أبو ظبي الدولي كمطار- مركز وجعله محوراً إقليمياً لحركة النقل الجوي في منطقة الخليج وصلة وصل أكثر نشاطاً تربط بين آسيا وأوروبا والشرق الأقصي واستراليا. وأضاف أن هذه السياسة الطموحة بدأت منذ فترة طويلة وأكدها الالتفات إلى إدخال البوتيكات والماركات العالمية إلى مطار أبو ظبي الدولي مما حوله إلى مقصد بحد ذاته. وأشار إلى أن توقيعه اتفاقاً يوم الاثنين مع شركة "بريتانيا" البريطانية لاعتماد المطار مستقبلاً كمركز لرحلاتها إلى شرق آسيا واستراليا هو باكورة اتفاقات أخرى من هذا القبيل ستؤكد الدور الجديد الذي سيضطلع به المطار. وأضاف أن الاتفاق وقعه على هامش "معرض سوق السفر العالمية 98" أداء المطار وقال مدير مطار أبو ظبي الدولي السيد خالد غيث المحيربي ل"الحياة" إن قيمة التوسعات الجديدة تناهز 500 مليون دولار وإنها ستعزز دور أبو ظبي الاقليمي في مجال الطيران التجاري. وأشار إلى أن المطار كمنشأة يحقق دفعاً لجهود تنمية الاقتصاد المحلي. وقال أن "عدد الموظفين في السوق الحرة وخدمات التموين يبلغ 1200 موظف مقابل 1500 موظف يعملون في الخدمات الأرضية، وذلك من دون أخذ الموظفين العاملين في أقسام الجوازات والشرطة والجمارك في الاعتبار". وأكد أن "تعزيز دور المرافق الجوية يحقق إفادة مضاعفة وتستفيد منه السوق الحرة وخدمات المناولة والخدمات الأرضية وكل قطاعات الخدمات والتوريد والتصنيع في الامارة. وهناك تأثير مضاعف يولده النشاط الجوي وكل ما يرتبط به من أنشطة اقتصادية أخرى". وذكر إن الجهود التي تبذلها حكومة أبو ظبي لتوسيع المطار وزيادة فاعليته هدفها الاستجابة للتحديات الاقتصادية وتعزيز وتيرة النمو الاقتصادي التي تعتمد في الدرجة الأولى على خدمات متطورة وتسهيلات تقدم لشركات الطيران والمسافرين. وقال إن قياس أداء أي اقتصاد حر يستند إلى السرعة التي يتاح فيها انتقال السلع والرساميل والأفراد، وهذا أمر يعني تطوير المرافق الجوية في صورة مباشرة. وربط بين تطوير المطار "وسعي حكومة أبو ظبي إلى تطوير صناعة السياحة المحلية عن طريق مشاركتها في معارض دولية مثل معرض سوق السفر العالمية 98 وغيره من المعارض". وقال: "تطوير المرافق الجوية لا ينفصل عن هذا التوجه العام لحكومتنا. ونحن نسعى بجدية إلى تعزيز علاقاتنا وزيادة اتفاقاتنا الدولية مع شركات الطيران والشركات العاملة في هذا المجال". وعن احتمال القيام بتوسعة جديدة أفاد أنه "سيتم بعد انتهاء المرحلة الحالية القيام بدراسة تحمل قراءة في احتمالات النمو خلال السنوات العشر التي ستلي. وبعدها سيتم اتخاذ قرارات جديدة تخص كيفية الاستجابة للنمو الحاصل"، مشيراً إلى أن حركة انتقال الركاب عبر المطار تشهد معدلات نمو مرتفعة بلغت منذ مطلع السنة الجارية وحتى نهاية الشهرالفائت عشرة في المئة "وهو ما يعني أن المطار قد يصل قريباً إلى استخدام كامل طاقته الاستيعابية التصميمية البالغة 5،3 مليون راكب، بعدما بلغ عدد المسافرين العام الماضي 2،3 مليون مسافر".