ديترويت، لندن - أب، "الحياة" - وقّعت جنرال موتورز الإثنين الماضي عقداً مع شركة ألكان ألومينيوم ليمتد الكندية للتزوّد منها بالألومينيوم لعشر سنوات بأسعار ثابتة، وللتعاون مع مهندسي الصانع الأميركي في تطوير إستخدامات جديدة من المعدن الخفيف الوزن في السيارات والشاحنات. وترتدي الخطوة أهمية بارزة كونها تعكس أولاً مضي صانع بحجم جنرال موتورز الصانع الأول عالمياً في خيار تعزيز إستخدامات الألومينيوم ما سيؤدي حكماً الى دفع صناعة الفولاذ الى مزيد من الأبحاث والتطوير لمنافسة الألومينيوم، على الرغم من نجاحه صناعة الفولاذ في السنوات الأخيرة في تحقيق تقدّم كبير في خفض الوزن وزيادة قسوة الهياكل في آن، مع الأمزجة الفولاذية العالية المقاومة High strength والمطوطية High tensile، وفي إنتاج الألواح المفصّلة Tailored blanks المتباينة السماكة والأمزجة حسب وظيفة كل قطعة والضغوط المفروضة عليها في بنية الهيكلية. ومن شأن قرار جنرال موتورز المساهمة في تثبيت أسعار الألومينيوم لم تكن تقلّبات أسعاره تشجّع الصانعين على المراهنة عليه كثيراً لصعوبة تحديد الكلفة النهائية في دراسة الموديلات المقبلة، نظراً الى ضخامة حاجات الصانع وقراره زيادة إستخدامه للألومينيوم بنسبة 7 في المئة سنوياً... علماً بأنه يشتري منه حالياً ما لا يقل عن 772 مليون كلغ سنوياً، بمعدّل 95 كلغ من الألومينيوم في السيارة الواحدة من إنتاجه تتفاوت النسب طبعاً حسب الموديلات. فوق ذلك، تؤكّد خطوة جنرال موتورز أيضاً صواب مضي صانعين آخرين، أبرزهم آودي، في خيار تعزيز إستخدامات الألومينيوم لتخفيف الوزن والحد من إستهلاك الوقود وتفشي الإنبعاثات المضرّة بالبيئة. وأبرز تلك التطبيقات، على النطاق الصناعي العام، كان في إعتماد الألومينيوم لتصنيع بنية موديل آودي "آي 8" الفخم العالي مع شركة ألكوا الأميركية، Alcoa, Aluminium Company of America الذي أُطلِقَ في 1994 راجع الموضوع المتعلّق بالموديل في يمين هذه الصفحة. ومن أحدث البراهين على عدم معاناة الألومينيوم أي عقدة نقص تجاه الفولاذ في باب الحماية والمتانة، فازت آودي "آي 8" حديثاً بأعلى علامات الحماية الممكنة في الحوادث المواجهة، للجالسين في المقعدين الأماميين، حسب إختبارات الإدارة الأميركية لسلامة السير على الطرقات "الحياة"، عدد 17/10/1998. وستُطلق آودي موديلاً آخر ذا بنية هيكلية مصنوعة من الألومينيوم، وهو "آي إل 2" الصغير الذي سيُطلق قرابة نهاية القرن الحالي. ويُذكر أن الألومينيوم هو واحد من الحلول المعتمدة لتخفيف الوزن خصوصاً في الألواح الخارجية، الى جانب حلول أخرى منها الأمزجة البلاستيكية أو الألياف المقوّاة في تطبيقات مختلفة، بعضها في عدد من عناصر المحرّك مثل مواسير إدخال الهواء. وكانت شركة ألكان مقرّها في مدينة مونريال الكندية، وهي صانع الألومينيوم الثاني في العالم بعد ألكوا، أعلنت حديثاً توسيع طاقاتها الإنتاجية في مصهرها البالغة قيمته 6.1 بليون دولار في مدينة ألما في مقاطعة كيبيك، حيث تتمتّع بإتفاق لمدة 18 عاماً مع نقابات العمّال نقطة مريحة لجنرال موتورز بعد إضراباتها الساخنة الصيف الماضي. وستتعاون جنرال موتورز وألكان في السنوات الخمس المقبلة في مركز جنرال موتورز التقني في وارن في ضواحي ديترويت في ولاية ميشيغان، لإستحداث إستخدامات جديدة للألومينيوم. وتتوخى جنرال موتورز من إتفاقها مع ألكان منذ المراحل المبكّرة من مشاريعها، تقصير مهل تطوير المنتوجات المقبلة من التصميم الى الإنتاج وتحسين جودتها. إلا أن الصانع الأميركي أعلن في الوقت ذاته سعيه أيضاً الى الإتفاق مع منتجي ألومينيوم آخرين. وسيوفّر الإتفاق مع ألكان أقل من رُبع حاجة جنرال موتورز من هذا المعدن.