قال وزير التجارة البريطاني بريان ويلسون، في خطاب ألقاه مساء الأربعاء الماضي. في العشاء السنوي الذي تستضيفه غرفة التجارة العربية - البريطانية، ان العالم العربي لم يتأثر حتى الآن بأسوأ ما حملته العواصف الاقتصادية التي هزت مناطق أخرى من العالم، "لكن هذا لا يعني ان العالم العربي لا يحتاج الى مزيد من تحرير التجارة والرساميل". وأضاف ان بعض الدول العربية لم يواجه حتى الآن مسائل شائكة مثل التخصيص وضرورة التنويع وتوزيع الانتاج على المساحة الجغرافية المتاحة، كما لم يلب الحاجة الى التربية والتأهيل وتشغيل قوى عاملة فتية تزداد عدداً باستمرار. وذكر الوزير البريطاني ان بلاده سترسل 60 بعثة تجارية الى المنطقة العربية في السنة المالية المقبلة، وهو أكبر عدد من البعثات المماثلة في تاريخ المملكة المتحدة. وزاد ان وزارة التجارة والصناعة البريطانية ستدعم ارسال وفود الى ما يزيد على 50 مناسبة تجارية. وقال ويلسون ان وزارته بدأت أخيراً حملة لترويج التبادل التجاري مع مصر، ستستمر ثلاث سنوات، وسيتم قريباً ارسال "بعثة مصر 100" الى القاهرة والاسكندرية وستكون هذه البعثة الأكبر من نوعها التي تزور مصر والشرق الأوسط. وأعلن عن مبادرة جديدة لوزارة التجارة البريطانية تدعى "تجربة الاستجمام الخليجي"، وهي حملة تستمر ثلاث سنوات وكلفتها مليون جنيه استرليني، وتتناول قيام الوزارة بالتعاون مع غرفة التجارة في مدينة بيرمنغهام ثاني اكبر المدن البريطانية بتزويد الشركات البريطانية معلومات حول منطقة الخليج في مجال الأزياء الحديثة والاستجمام والرياضة وبناء الفنادق وتسهيلات الترفيه. وقال الأمين العام لغرفة التجارة العربية - البريطانية عبدالكريم المدرس في كلمته ان العالم العربي لا يشهد ركوداً اقتصادياً بل نمواً متواصلاً، وبفضل توسع القطاع الخاص، "بات العالم العربي ينعم بقوة تصديرية لم يشهده خلال القرن الحالي كله". لكن المدرس أكد "وجود تناقض بين ما يبشر به زعماء الاتحاد الأوروبي حول ضرورة الإبقاء على استقرار منطقة الخليج، وبين سياساتهم التجارية". ورأى ان تناقضاً مماثلاً موجود بين مواقف الاتحاد الأوروبي التي يجسدها اتفاق برشلونة، وبين المساومات التي يحاول الاتحاد اجبار الدول العربية المتوسطية على قبولها في شأن اتفاقات التجارة الحرة مع هذه الدول. وأضاف المدرس: "ان مما يدعو الى الدهشة والاستغراب ان الاتحاد الإوروبي يفرض تعرفة جمركية نسبتها ستة في المئة على الومنيوم الخليج الأولى على رغم وجود طلب على هذا الالومنيوم في دول الاتحاد يفوق المعروض منه".