- 1 - نَتواطَأُ - صَحْرائي وأنا - ولا غايةَ لنا إلاّ العَودة إلى حالاتِ الفطرة الأولى، عندما كانت الكواكبُ هيَ التي تسوس البشَر، وتأخذ بأيديهم - وإلاّ التأكيدُ على أنّ الشّعر هو المَصْلُ الأفضلُ والأجمَلُ لتحصين جسَدِ الحياة. - 2 - قالت صحرائي: بين يديَّ وَشفتيْ البحر، نايٌ أزَرْق. وبين الإنسانِ والشّيطانِ شرَاكةٌ في حَرْف النّون، ولا فَرْقَ بين ما تَبقَّى إلاّ في الصّورة. تُخْطِئ، إذن، أيّها العاقِل إن لم تُؤْمِن باللّعبِ الهابطِ الصّاعدِ بين أرجل المصادفاتِ وسَلاَلِم النّجوم. - 3 - نَهضَت صحرائي من سريرها، وذهبت لزيارة أصدقائِها في عرَبةٍ تجرّها الأيائل، ولم يكن ذلكَ حلماً. ما أكرمَها، وما أوسعَ صدرهَا: تتيحُ لي دائماً أن أسْتضيفَ ما شئتُ من النّجوم وَأن أُوَسّعَ، كما أَشاءُ، رواقَ الضّيافة. - 4 - قالت صحرائي: لا تألَفْ، كنِ الغريبَ دائماً حتّى عن نفسكَ، وقل لوجهكَ في كلّ فَجْرٍ" كأنني أراكَ للِمرّة الأولى. هكذا، لا تأمَلْ من الأفُقِ شيئاً، بِقدْرِ ما تقترب مِنه، سَيبتعد عنكَ. - 5 - تُحدثني صحرائي عن السَّفر وأحدّثها عن الكواكب، كِلانا طِفْلٌ يُحاول أن يركّب أجنحةً للتّراب. - 6 - قالت صحرائي: لا حَقّ للباحثِ عن الأقاصي إِلاّ حَقُّ التّيه. - 7 - قالت صحرائي: كلاّ، لن أطردَ شياطين شعري، وإلاّ كيف ستتحدَّثُ إليّ الملائكة؟ - 8 - أمس، اصْطكّت أسنان الرمّل من وَقْع خُطواتيَ في صحرائي. كنتُ حافياً، وَعَلى رأسي قَلنسوةٌ ترتجف كمثل طيْرٍ مَذْعور. - 9 - قالت صحرائي: لا جدلَ في الرّيح ولقاحِها، في النّجوم وَأَسرّتِِها، أو في حَوضِها الغامض. هذه أمورٌ يَسْتَأْثِرُ بها نَرْدُ التّكوين. نوافذ على التخوم للِرّمل فضيلةٌ واحدةٌ، على الأقل: مريضٌ بحبّ الينابيع. * العِطْرُ يؤجّل رائحةَ الموت. * أمرٌ يُقْلِقُ الفلك: الجَدْي في صحرائي يشطّ عن مداره. * أيّها الشّجر، كيف تُربّي الزّمنَ، لكي يأملَ بالثّمر؟ * لأ بُدّ من أن يكونَ بين البرعم والنحلةِ حديثٌ سرّيٌّ حولَ العلاقة بين القمر والشَمس. * أَطْلقَ الصّمت سهامَهُ فَأَدْمَتْ كبدَ اللغّة.