فوجئت في ندوة عقدت في لندن قبل عدة سنوات بحجم التضليل والحقد على الاسلام ومحاولة ترويج مزاعم عن اضطهاد المسيحيين، مما اضطر الاخ والصديق عفيف صافية مفوض ممثلية فلسطين في بريطانيا الى الرد على متطرف صهيوني تحدث عن المسلمين والمسيحيين في فلسطين بقوله: لمعلوماتك انا مسيحي عربي فلسطيني امثل وطني ولا مشكلة لدي مع اخواني الفلسطينيين ومنهم الكثير من المسيحيين سوى الاحتلال الاسرائيلي والظلم الصهيوني المتواصل للمسيحيين والمسلمين على حد سواء وانتهاك حرمة مقدساتنا من قبل جنود الاحتلال. وأحرج المتحدث الصهيوني فتلعثم وصمت تماماً كما حدث في ندوة اخرى شاركت فيها ورددت على مزاعم ظالماً بتقديم وثائق وبراهين ووقائع تاريخية لا مجال لوصفها عن تسامح الاسلام ودعوته للحوار والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن والتعايش والجنوح للسلم. ومن مآثر الرسول صلى الله عليه وسلم الى مآثر سيدنا عمر بن الخطاب الذي اعطى البطاركة "العهدة العمرية" في القدس ورفض ان يصلي في كنيسة القيامة حتى لا تعتبر صلاته فيها سابقة وعرفاً. كما قدمت عرضاً تاريخياً لتسامح المسلمين وتعاونهم مع اخوانهم المسيحيين العرب في شتى الحقول والمجالات بكل ود ومحبة وحسن جوار، فلو كان هناك اي ظلم او اضطهاد لما بقي في الدول العربية اي اثر مسيحي او دير او كنيسة، وكان بالامكان محو كل ذلك في بدايات الفتوحات من دون ان يلقى اي معارضة ولكن المسلمين حافظوا على مقدسات المسيحيين عبر التاريخ ولم يسمحوا لأحد ان يتعرض لها بسوء الى ان جاء الصهاينة الى فلسطين وبدأوا نفث سمومهم وترويج اضاليلهم. ولفت الزميل محمد السماك في كتابه الذي اشرت اليه بالامس الى ما تعرض له الوجود المسيحي العربي في فلسطين، والقدس مقياساً وهجرة المسيحيين المتزايدة تحت تأثير المؤامرة الاسرائيلية المبرمجة منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967" ويقترح عدة ثوابت تكون اساساً لبلورة رد فعل اسلامي يلتزم بصورة خاصة بالمهام الاساسية وبينها رسم خط فاصل بين الاسلام كدين والاستغلال السياسي له في حركات وتنظيمات تتطلع الى السلطة، ورسم خط فاصل ثان بين الاسلام كدين والانظمة السياسية التي لا تحترم المبادئ الشرعية او الاخلاقية للاسلام، اي بين سماحة الاسلام وسوء سلوك سلطة ما، ثم رسم خط فاصل آخر بين المسيحية العربية وعملية الصراع على السلطة. ومن الثوابت الاخرى فك الارتباط بين المسيحية العربية والمخططات السياسية الغربية وتأكيد اهمية التعايش والمصير المشترك وبناء جدار من الثقة والتفاهم وصمامات الامان لمنع اي استغلال او تسلل او تآمر بعد فشل المخطط الصهيوني لإقامة دويلات طائفية تكون فيها يدها هي العليا في المنطقة. ولا شك ان ما قدمه الزميل محمد السماك من طروحات واقتراحات وثوابت ووقائع تاريخية يمهد الطريق نحو نجاح مسيرة الحوار ودفن مرحلة التنابذ والشكوك والمخاوف، لعل نور الامل ينطلق من لبنان بعد ان نجح في تجاوز فخ الحرب الاهلية وبدأت مسيرة الوفاق والوحدة الوطنية والتعايش والسلم الاهلي.
خلجة يا مزيج الياسمين والغاردينيا وعطر أزهار الربيع لم أفتقدك يوماً وأشتاق إليك إلا ورأيت نور جمالك في سحر الطبيعة وشممت رائحة عقدك في شذى الورود وبسمتك في إطلالة الربيع الطلق