قبيل توجهه الى أنقرة شهد الرئيس حسني مبارك عرضاً عسكرياً رمزياً لمناسبة مرور 25 عاماً على الانتصار في الحرب، سماه الإعلام الرسمي "اصطفافاً" لبعض وحدات الجيش الثاني الميداني وتشكيلاته. وتزامن العرض مع تصعيد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو لهجة العداء ضد مصر، إذ وصفها بپ"العدو الجنوبي" على خلفية مواقفها في عملية السلام، وفي المقابل وُصفت اسرائيل في أجهزة الإعلام وتصريحات المسؤولين بأنها "عدو" على مدى أسبوع استغرقته الاحتفالات بالمناسبة حتى الآن. ولم يخلُ العرض العسكري، الأول منذ العام 1981، برغم رمزيته من دلالات عميقة، إذ شارك فيه أحدث ما تقتنيه مصر من أسلحة، إلى جانب نماذج من الأسلحة والمعدات التي شاركت في حرب 1973. كما نفذت مجموعات من القوات الخاصة والصاعقة عرضاً لعملية انزال تنفيذاً لمهمات في العمق وأخرى لاجتياز الموانع. وقبيل العرض الذي اقيم في منطقة وادي الملاك للجيش الثاني بالقرب من الإسماعيلية، استقل مبارك وبرفقته المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي، سيارة مكشوفة لاستعراض عناصر من المدفعية والصواريخ ومركبات القتال المدرعة ودبابات القتال المتوسطة إم 1 إيه 1 ولنشات البحرية السريعة الحاملة للقوات الخاصة وقوات الدفاع الجوي والصواريخ والمدافع المضادة للطائرات. قبل ذلك، أدلى مبارك بتصريح مهم إلى التلفزيون الاسرائيلي أكد فيه أن "نتانياهو يعمق شعور الكراهية بين مصر واسرائيل، ومن العار عليه ان يطلق علينا صفة "اعداءنا الجنوبيين"، فنحن الذين نعلمه وليس هو الذي يعلمنا، لا أثق الآن في نتانياهو بعد كل محاولاته لتعطيل عملية السلام". وقال إن "مصر لا تفكر في حرب مع اسرائيل، ولا مع غيرها، وان اسرائيل تُحسن صنعاً اذا وجهت تفكيرها الى إعادة النظر في مجمل سياساتها وأسلوب تعاملها مع العرب وتحدد لنفسها رؤية لدورها تتفق مع حجمها وموقعها على الخريطة السياسية للمنطقة". وأضاف: "إننا نصرّ على ضبط التسليح في المنطقة وأن يطبق ذلك على الجميع وعلى كل أنواع الأسلحة، نووي وكيماوي وبيولوجي". وفي حديث إلى التلفزيون المصري، قال مبارك: "إنه في أيام حرب 1973 حدث تضامن بين الدول العربية، وبعد غزو الكويت تمزقت الأمة العربية وانقسمت وسببت الحرب شرخاً في التضامن العربي، لكن الصورة أفضل الآن". وأكد أن "لم الشمل العربي بدأ الآن، لأن مستقبلنا في تضامننا".