لم تحل محبة "الحلم العربي" ومقدرة فرقة مكافحة الشعب وجهود مئات عناصر الكشافة والجمعيات ليل أول من أمس دون وصول متدافعين يريدون رؤية من يحبون من الفنانين والمغنين عن قرب، غير مبالين ب"الحلم العربي" وبمخرج العمل أحمد العريان الذي قال في تصريح تلفزيوني قبل ساعات "إذا لم يبلغ عدد الحاضرين مئة ألف لن أقيم الحفلة". وفي السابعة مساء كاد العريان يغمى عليه مثل كثيرين من الحاضرين، عندما رأى بحراً هائلاً من البشر. ومع تزايد الوافدين، أخذ العريان المذياع وراح يقول "أتوسل اليكم، أرجوكم أن ترجعوا الى الوراء... لو كنتم تحبون "الحلم العربي" وأحمد العريان افسحوا في المجال لتبدأ الحفلة". ولا حياة لمن تنادي ولم يفسح ولم يبتعد عن المنصة أحد، فيقول العريان "نحن في احتفال لا في صراع... تراجعوا قليلاً"، فتتدخل فرقة مكافحة الشغب ومن دون جدوى. وينزل الوزيران باسم السبع وبشارة مرهج ليهدئا من روع المتدافعين، وتسمع طلقات نار في الهواء، ويؤدي التدافع ومحاولات لجمه الى سقوط جريح على الأقل، وسط فوضى وهرج ومرج... الى أن يدخل مئتا فنان عربي ويستوون في أماكنهم على المنصة. لبنانيون وفلسطينيون وسوريون، معظمهم من العمال، زحفوا الى الساحة وكثر جاءوا بالحافلات من الجنوب وطرابلس وبعلبك ليشاركوا في حفلة مجانية، اقيمت ل"الحلم العربي" الذي لم يرَه معظم الحاضرين "الا مستحيلاً"، كما قال كثير، في حين تنوعت دوافع البعض الى الحضور بين "التضامن معاً كعرب" و"رؤية الفنان الذي أحب". لكن "الحلم العربي" الذي يعرض حياً للمرة الأولى بدأ في الحفلة ناقصاً وهكذا انتهى، فالبداية مقاطعة من المغنين الكويتيين الذين تردد، في بعض الصحف، انهم غابوا لأن المطرب العراقي كاظم الساهر سيشارك في الحفلة. وقد شارك، أو لأن الفيديو كليب لم يتضمن مشاهد من غزو العراق للكويت. ونهاية الحفلة كانت ناقصة أيضاً لأن المغني اللبناني وليد توفيق حين وقف على المسرح قال "منعوني من الغناء في بلدي وأنا أردت أن أغني مع العريان بعدما رفض لبنان أن يغني معه". وقدم أغنية عن شهداء قانا حضرها للحفلة خصيصاً، ومثلها أغنية للبنان وضعها العريان أداها المغني المصري طارق فؤاد. وذكرت مصادر المنظمين ان كلفة الاحتفال بلغت نحو مليون دولار وشارك في احيائه نحو 24 مطرباً و400 موسيقي، ونقلت وقائعه "المؤسسة اللبنانية للإرسال". ووزعت منشورات في بيروت تنتقد قيام الحفلة في ساحة الشهداء، ومأخذ علي العريان لأنه لم يضمن الفيديو كليب 13 دقيقة مشاهد من انتصارات المقاومة في الجنوب على رغم حصوله عليها، وأصر على "اظهار الخسارات العربية، ولاحظ الفنان دريد لحام ان "الصقيع أصاب حلمنا العربي"، مطالباً بدقيقة فعل بدلاً من دقيقة صمت عن أرواح الشهداء. ثم توالى على تأدية الوصلات، الفنانون صباح وجيب المجوز يا عبود وفردوس عبدالحميد وذكرى وعلي الحجار ولطيفة وأحلام وكاظم الساهر ووليد توفيق. ثم وقف نحو 24 "حالماً عربياً" قبيل منتصف الليل وأدوا "الحلم العربي"... "بلاي باك"، بعدما أعيد تسجيل الأغنية وضم صوتين من لبنان اليها هما لميشلين خليفة وغسان صليبا، بديلين من ديانا حداد ونور مهنا. ويبقى سؤال يجول في خواطر كثيرين: هل يتنادون الى الفعل يوماً كما تنادوا الى الكلام والغناء والحلم؟