أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز ان "تطبيق احكام الشريعة الاسلامية في باكستان او غيرها من الدول الاسلامية ليس مدعاة قلق او اثارة او اختلاف، الا لغير راغب في العزة للاسلام". وقال "نحن في السعودية نستبشر خيراً بالتوجه الباكستاني - الهندي نحو التفاهم والحوار للوصول الى اتفاق ينهي مشكلة كشمير، ويفتح لهذه المنطقة آفاقاً رحبة من الاستقرار والتنمية والرخاء لشعوبها التي عانت كثيراً ولا تزال تعاني من تأثيرات هذه الصراعات وتداعياتها". ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعودالفيصل الحصار الاقتصادي المفروض على باكستان بسبب التفجيرات النووية بأنه "غير عادل"، مذكراً بأن تلك التفجيرات حصلت في ضوء التفجيرات الهندية، لكنه عبر عن سروره لأن الولاياتالمتحدة تعيد النظر في قرار الحصار الاقتصادي. وقال الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس في احتفال شعبي اقامه رئىس وزراء اقليم البنجاب، في اليوم الثاني لزيارته:"قصدنا ان تكون باكستان هي المحطة الاخيرة في جولتنا التي امتدت من غرب الكرة الارضية الى شرقها، تقديراً لهذا الكيان العزيز على قلب كل مسلم، واظهاراً لتضامننا ووقوفنا مع اشقائنا شعب باكستان الذي اثبت صلابة ايمانه، واصالة معدنه في دفاعه عن ثغر من ثغور الاسلام، ومساندته لإخوانه المسلمين، رغم تباعد الديار والمسافات". واكد "ان العلاقة بين السعودية وباكستان لا تقوم فقط على المصالح، وتبادل المنافع القابلة للتغير والتحول، بل تقوم على اساس ثابت لا يتغير ولا يتحول ابداً، وهو الاسلام". وتحدث ولي العهد السعودي عن جولته العالمية، قال: "لم يكن هدفنا - يعلم الله - خدمة مصالحنا وعلاقاتنا الثنائية مع تلك الدول فحسب، بل كانت قضايا امتنا الكبرى نصب اعيننا، ومحط اهتمامنا فأثرنا كل ما هو ساكن، وأوضحنا كل ما هو غامض، وناقشنا مع قادة واقطاب هذه الدول ما يلاقيه شعب فلسطين الشقيق من بغي وجور، وما تقاسيه مدينة القدس من عدوان وسعي لطمس هويتها العربية الاسلامية، وما تتعرض له مسيرة السلام في منطقة الشرق الاوسط من تعثر وجمود سببه تعنت اسرائيل وغطرستها، كما اثرنا معهم تجني بعض وسائل الاعلام على الاسلام ووصم اهله بالارهاب والعنف والتطرف. اثرنا ذلك، لكي يُدرك الجميع ان الاسلام دين الانسانية والرحمة والتسامح، لا افراط فيه ولا تفريط، ولا يمثله افراد شذوا عن منهجه القويم سعياً وراء اهداف مشبوهة لا يعلمها الا الله". واضاف: "إننا نعيش في عصر تحولات كبرى متلاحقة، لا مكان فيه للضعفاء، عصر العولمة والتكتلات الكبرى. ولعل من المناسب ان نتوجه من هنا، من ارض الطهر باكستان برسالة لاخواننا العرب والمسلمين قاطبة، فحواها الدعوة للتضامن قولا وعملا، والتسامي فوق كل اسباب الفرقة والخلاف، لأن ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا". وكانت جلسة محادثات رسمية عقدت أمس بين الأمير عبدالله ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، في مقر إقامة ولي العهد في دار حاكم البنجاب في لاهور. وعلمت "الحياة" أنها تناولت التحارب النووية الهندية-الباكستانية، كما اطلع الأمير عبدالله شريف على فحوى المكالمة التي أجراها معه الرئيس الأميركي بيل كلينتون ليل الأحد وعرض عليه تفاصيل اتفاق واي بلانتايشن. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن ولي العهد السعودي أبلغ كلينتون ضرورة الالتزام بهذا الاتفاق. سعود الفيصل من جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان ولي العهد "عبر عن تهنئته للرئيس كلينتون على هذا النجاح، وعن أمله في أن يستمر الجهد ليصل في آخر المطاف الى السلام الشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط". واوضح الامير سعود ان محادثات ولي العهد مع رئيس الوزراء الباكستاني استعرضت العلاقات بين البلدين، مؤكداً ان هناك "إنسجاماً كاملاً بين البلدين الإسلاميين في كل المجالات"، وانه تم أيضاً عرض القضايا السياسية خصوصاً الوضع في الشرق الأوسط، وأعربت القيادتان عن ارتياحهما الى الخطوات التي تمت حتى الآن في عملية السلام، وعن أملها في أن تستمر الخطوات الحثيثة للوصول الى السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وقضايا المنطقة، وكان لها بطبيعة الحال قسط كبير، وأعرب رئيس الوزراء عن موقف باكستان تجاه الأمل في الوصول الى حل عن طريق المفاوضات مع الهند يؤدي الى السلام والإستقرار في المنطقة، وركز الى أنهم يسعون الى ذلك". ونقل الأمير سعودعن نواز شريف استعداد بلاده للحوار في قضية كشمير مع الهند ، وقال ان الأمير عبدالله أيد ذلك. وسئل عن المفاوضات وهل تناولت قضية افغانستان، فاجاب بالايجاب، وقال:"للبلدين السعودية وباكستان دور كبير في مساعدة أفغانستان منذ الغزو السوفياتي ومواجهته، لذلك آلمهما كثيراً ان تستمر الحرب الأهلية بعد إنسحاب القوات الأجنبية، وجهودنا مستمرة لإيجاد الحل السلمي لهذه المنطقة". نواز شريف واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في لقاء صحافي ان زيارة الأمير عبدالله "زيارة تاريخية"، وقال ان "مواقف البلدين متطابقة في كثير من القضايا وبالذات في ازمة افغانستان، فالدولتان تؤديان دوراً ايجابياً منذ نشوب الازمة في محاولة لايجاد حل سلمي للقضية الافغانية رغم التغيرات التي تطرأ على الساحة الافغانية من يوم لآخر، وباكستان لم تغير مواقفها في المساهمة لايجاد حل لهذه المشكلة". وأكد شريف ان "باكستان لا تساند ولا تؤيد الارهاب وتحارب اي عناصر ارهابية على اراضيها"وهي تقدم كل مساعدة يطلبها مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي الذي نجح الى حد كبير في مهمته بعد الاتصالات التي اجراها مع الاطراف المعنية في باكستان وايران وافغانستان. ونفى نواز شريف وجود خلافات او توتر بين باكستان وايران وقال "ان العلاقات جيدة ولا يمكن ان تتأثر بسبب الوضع في افغانستان ونحن نعمل مع القيادة الايرانية الى التوصل الي تفاهم يرضي جميع الفصائل الافغانية لحل المشكلة دون تأثير على علاقات البلدين". واكد ان باكستان شعرت باستياء لمقتل الدبلوماسيين الايرانيين وعبرنا عن ذلك وضغطنا على طالبان لتسليم جثث الدبلوماسيين الى بلدهم. واكد "ان حل قضية كشمير سيساهم في تحقيق الامن للمنطقة". وشدد على ان "اي قوة لباكستان هي قوة للامم الاسلامية وانهم حين يتحدثون عن باكستان يتناسون ان اسرائيل ايضا لديها قوة نووية".