اعتبر وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار امس ان النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الذي اقترحته واشنطن على دول مجلس التعاون الخليجي "لا يعطي المزيد من الضمانات الأمنية"، مشيراً الى ان بلاده "لا ترى في ذلك أولوية في مجال الأمن". واكد الوزير في الدوحة حيث وقع ليل أول من أمس اتفاقاً دفاعياً مع قطر ان "زيادة الأنظمة المضادة للصواريخ" تثير "مخاطر سباق تسلح". وأعلن رئيس الأركان القطري العميد الركن حمد بن علي العطية بعد توقيعه الاتفاق الدفاعي انه ينص على "الدفاع عن أراضي قطر اذا دعت الضرورة". وأوضح ان الاتفاق يقضي بتبادل معدات عسكرية واجراء تدريبات مشتركة. وتابع في مؤتمر صحافي مع الوزير الفرنسي امس ان "الدفاع عن أراضي قطر سيكون بتنسيق مسبق مع الأصدقاء الفرنسيين اذا طلب منهم". وسئل عن المخاطر التي تهدد أمن قطر في المدى المنظور فأجاب: "لا توجد أي تهديدات قريبة لقطر". لكنه أضاف ان بلاده "تتمتع بالغاز والبترول" وان "من حقها ان تسعى الى الدفاع عن أراضيها". وشدد رئيس الأركان القطري على عدم وجود تناقض بين توقيع اتفاقات دفاعية مع دول صديقة وبين التعاون العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي. ونوه وزير الدفاع الفرنسي الذي قابل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس بالعلاقات بين الدوحةوباريس ووصفها بأنها "متميزة"، موضحاً ان فرنسا ستعمل في ضوء الاتفاق للحفاظ على مستوى عال من التجهيز الدفاعي لقطر. وسألت "الحياة" وزير الدفاع الفرنسي عن موقف باريس من ايران وهل ترى انها تشكل تهديداً لأمن المنطقة في عهد حكومة الرئيس محمد خاتمي والمستجدات في ايران، فأجاب ان "تقويم المخاطر يجب ان يأخذ مداه" لافتاً الى ما وصفه بپ"علاقة السلطات الايرانية ببعض الحركات التي قد ترتكب عمليات ارهابية". وشدد على ان فرنسا تتطلع الى اقناع السلطات الايرانية ب "تطوير موقفها في هذا المجال". لكنه رأى ان "اتساع نفوذ الرئيس خاتمي يبشر بخير". وسئل عن وجود تباين بين نتائج التحاليل التي اجراها مختبر اميركي وآخر فرنسي وثالث سويسري على رؤوس صواريخ عراقية فأكد ان التحاليل تم التشاور في شأنها مع اللجنة الخاصة التي سلمت النتائج. واعرب عن أسفه لوجود "ادعاءات صحافية". وقال: "أكدنا ان المختبر الفرنسي تحت تصرف اونسكوم اللجنة لإجراء الاختبارات والتحاليل اللازمة". وتسلمت قطر امس عشر دبابات هدية من فرنسا. وانتقل الوزير الفرنسي الى الكويت حيث جدد انتقاده الاقتراح الأميركي الخاص بالنظام الدفاعي المضاد للصواريخ. وقال ان "نشر أنظمة ثقيلة ومكلفة مضادة للصواريخ، لن يكون عاملاً من عوامل الاستقرار على المدى البعيد، بل يؤدي الى مزيد من التصعيد". ورأى ان البديل للمشروع الأميركي هو "اتفاقات الحد من التسلح، وهذا أيسر وغير مكلف". واعترف ريتشار بأن ايران "عامل مؤثر في المنطقة ونحن نتعامل مع هذه الحقيقة، وكان موقفنا واضحاً وهو ان علينا وعلى كل الدول محاربة الارهاب" واستدرك ان "الحوار السياسي مع ايران ممكن ومفيد". والتقى الوزير الفرنسي خلال زيارته القصيرة للكويت أمير الدولة الشيخ جابر الأحمد الصباح ووزير الدفاع الشيخ سالم الصباح الذي ناقش معه "التعاون الدفاعي وعمليات التفتيش عن الأسلحة في العراق". وأكد ريتشار دعم بلاده "كل مبادرات الأممالمتحدة لالزام العراق التنفيذ الكامل للقرارات".