ما علاقةُ بيتي بنا؟ قلتِ، بيتٌ صغيرْ وأشرْتِ الى عللٍ في الأثاثِ وفي الادواتِ خصوصاً صرير السريرْ هل تحدثتِ عن صراصير؟ عن صدإٍ في حُلوقِ الصنابير عن صدإٍ في ثيابي وعن صدإٍ في كتابي؟ وعن صدإٍ في حياتي وفي كلماتي؟! *** وعبثتِ بشخصي فقلتِ بأني: حسّي! وأن بقايا الطفولة تطفو على سطح نفسي فتخلطُ يومي بأمسي *** وأني أعاني فِصاماً عميق الجذور أحبُّكِ حباً كبيراً وفي اللاشعورْ لا أطيقُك! وجِّهي نحو نفسِك هذا الشعاع من الانتباهْ وانظري بعيوني اليكِ وتسلّي بأن تحزَري ما أراهْ *** قبل عام على نيلِك الدكتوراه كنتِ ما زلتِ تلك الفتاة التي تتخبّطُ في خجلٍ لا يُطاقُ *** بدائيةً وعدائيةً لم يكُنْ يومها ليمُرّ الى ما وراء سياجِكِ غيري عندما لُذْتِ بي لُذْتِ بالرجل المتفهّم والمستنيرِ فبسطتُ أمامكِ مكتبتي وبسَطتُ سريري وفتحتُ فضائي الثقافيَّ فَتْحي ذراعيَّ أشهى ثمارِ الحضاراتِ فكراً وروحاً تذوّقْتِها من سِلالي وعنْ سُفرتي *** أنتِ لستِ سوى فِكْرتي فكرتي تتكلّمُ أو فكرتي تتبسَّمُ أو فكرتي تأكلُ "البيتزا" وتعُبُّ النبيذ! أنا استاذُ ما تملكين من الفهمِ مهما يكُنْ هائلَ الحجمِ لا الجامعه وأنا تحت شمسي نَضُجتِ ولم تَنْضُجي تحت شمس تجارِبكِ المائعه *** وعنِّي أخذتِ مفاتيحَ عِلْمِ الكلامِ وفُقْه الغرامِ فكيفَ جرُؤْتِ على لمسِ شخصيتي ودخولِ ضميري؟ وكيف نثرتِ هنا وهناكْ ما تظنّينَهُ نِتَفاً من شعوري ومن لا شعوري؟ *** لا يجيءُ اليَّ بفنّ لا يغازلني قبل أنْ... لا يعاملُني بلطافه هل نطقتِ بهذي السخافه؟ *** ومتى كنتِ ممّن يكيلُ الرجال بكيْلِ "اللياقه" ومتى كنتِ ممَّن يحرِّك بؤبؤهُ في عيوب الأناقه إنَّ رُبْعَ الذي قلتِ كافٍ لهدْمِ علاقه بمتانةِ عشرين مجنون ليلى بليلى لا تمدِّي يدَ الصُّلحِ إني أشكُ بما تُعلنينَ وما تُضْمرينْ فكِّري كيف أنكرتني وذهبتِ لماذا ذهبتِ؟ ألم تذهبي حيثُ كان عليكِ البقاءُ لكي ندْفعَ الكارثه *** إنها المرّةُ الثالثه لا تصيحي على التلفون هي المرةُ الثالثه تعدين ولا تصدقين وكامرأةٍ تذهبين بعيداً بعيداً وكامْرأةٍ تحرقين المراكبِ خلفِكِ لا تحسبين حساب الرجوعِ الى وطنكْ *** لا تذوبي حنيناً على التلفونْ متى لا تكذبين؟ أجيبي، لماذا سكتِّ؟ آلو آلو آلو توتْ توتْ توتْ توتْ توتْ...!! * من مجموعة "راعي الضباب" تصدر قريباً عن شركة دار رياض الريّس للكتب والنشر.