} السيد المحرر، تحية طيبة وبعد، يلاحظ ان كثيراً من المقالات وآراء القراء التي تتناول "القضية الكردية" تدور حول حق تقرير المصير او تكوين كيان سياسي للأكراد في الدول التي يعيشون فيها كمواطنين، وتغفل جوانب أخرى مهمة في حياة الشعب الكردي، مثل: الجوانب الدينية، والمعيشية، والثقافية، والفنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والصحية، واللغوية. ماذا عن حياة الكردي المكافح في حياته اليومية؟ ماذا عن المرأة الكردية؟ وماذا عن الطفل الكردي، كيف ينشأ، ويتعلم؟ وما هو الدور الذي يقوم به هذا الشعب ضمن الدولة التي ترعاه كمواطن لها؟ ما نوع العلاقة القائمة بين الفرد الكردي وبقية الأفراد في هذه الدولة؟ خلاصة القول، نريد تكوين صورة عن العناصر الانسانية بمعزل عن الاحزاب السياسية. هل يمكن اعتبار الاكراد امة ترزح تحت احتلال اجنبي ام ان في الأمر تفصيل؟ الاجوبة المثلى عن هذه الاسئلة هي تلك الصادرة عن المواطن الكردي العادي. أود أيضاً ان أنوه بأهمية الافكار التي وردت في مقال عزيز الحاج بعنوان "القضية الكردية وأزمات المنطقة العربية" الذي نشر في العدد 13009 الجمعة 16/10/1998. وأضيف ان مبادئ التدرج وتحديد الاولويات والواقعية من اساسيات نجاح العمل. كما ان التوجه نحو الاسهام الايجابي البناء قد يكون احياناً اجدى من صراعات مريرة قد لا تتمخض الا عن كيان هزيل بثمن باهظ. في احيان كثيرة يكون من الاجدى تحكيم العقل حتى لا تقاد الشعوب بطموحات فردية او اطماع اجنبية الى الصراعات المهلكة.