عينت السلطات الليبية "منسق" علاقاتها مع مصر سفير السيد سيد قذاف الدم في منصب أمين اللجنة الشعبية لمدينة سرت محافظ. وتركت منصب السفير في القاهرة خالياً، يديره القائم بالأعمال السيد محمد مبارك. ويأتي قرار سحب سيد قذاف الدم بعد أربعة أشهر على توليه منصبه الذي ظل شاغراً لأكثر من عام بعد انتهاء عمل السفير السابق السيد فرج الصعيتي الذي نُقل الى إدارة المراسم في مدينة بنغازي. وسيد ابن عم القذافي هو الشقيق الأكبر لأحمد قذاف الدم الذي سبق أن تولى منصب السفير لدى مصر ومندوب ليبيا لدى الجامعة العربية. ويأتي قرار السلطات الليبية، كما يقول مسؤولون، تنفيذاً للقرارات التي أصدرها "المؤتمر الشعبي العام" في اجتماعه أخيراً في سرت. اذ أعاد تقسيم ليبيا الى 26 شعبية محافظة، وأسند مهماتها الى مجموعة غالبيتهم من العسكريين منهم عاشور مجيج العاصمة طرابلس ومصباح العروس غريان. ولوحظ أن سيد قذاف الدم غاب عن الحفلة التي أقامتها السفارة الليبية في مصر في نهاية الشهر الماضي، لمناسبة الذكرى السنوية لثورة سبتمبر. وبُرر غيابه بوجوده في "مهمة" في طرابلس، وأن مواعيد الرحلات الجوية حالت دون عودته الى مصر لحضور الاحتفال. وكان أحمد قذاف الدم تولى الإشراف على الكتيبة العسكرية في سرت، مسقط رأس القذافي، التي تتولى الحماية الشخصية للزعيم الليبي في أعقاب وفاة عبدالسلام الذادمة، الذي كان من القريبين من الزعيم الليبي. ويأتي قرار سحب السفير متزامناً مع اجراءات اتخذتها ليبيا لدى الجامعة العربية. اذ طالبت بتغيير مسمى "المندوبية الدائمة" الى "المندوبية المقيمة" من دون اعطاء ايضاح لكلمة "مقيم" وهل يعني ذلك تخفيف درجة التمثيل الديبلوماسي الليبي لدى الجامعة العربية. وقال مصدر ديبلوماسي مصري لپ"الحياة" إن وزارة الخارجية المصرية لم تتلق من ليبيا أي ترشيح لسفير جديد في القاهرة. وأشار إلى أن إدارة المراسم في وزارة الخارجية لم تتلق أيضاً ما يفيد بانتهاء عمل السفير الذي قدم أوراق اعتماده قبل أشهر. وتابع: "من حق ليبيا أن تسحب سفيرها وأن تسمي سفيراً جديداً. ولسنا معنيين بالتغييرات التي تجريها ليبيا في بعثاتها الديبلوماسية في الخارج".