بدأت السلطات المصرية استعدادات لاستضافة المؤتمر العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية الانتربول الذي سيبدأ أعماله الخميس المقبل في القاهرة، وتشارك فيه نحو 150 دولة. ويناقش المؤتمر أحد عشر مجالاً للتعاون الأمني على الصعيد الإقليمي والدولي على رأسها الاستراتيجية الجديدة في مجال التعاون الدولي لمكافحة الارهاب. وقال مسؤول في وزارة الداخلية المصرية إن المؤتمر سيضطلع بإصدار قرارات مهمة بينها إنشاء قاعدة بيانات متكاملة وتجميع معلومات مستخلصة من تقارير المكاتب الوطنية للانتربول الى جانب إصدار النشرات والتحذيرات والانذارات والبحث في الإعداد لعقد الاجتماعات الدورية الخاصة وتنظيم ندوة تبحث في مكافحة الارهاب الدولي. وأشار إلى أن عقد المؤتمر الذي يستمر ستة أيام تزامن مع احتفالات المنظمة بمرور 75 سنة على تأسيسها، ومع احتفال مصر والدول العربية بالذكرى الخامسة والعشرين لنصر تشرين الأول اكتوبر 1973. واعتبر أن عقد المؤتمر في القاهرة "اعتراف من أجهزة الأمن الدولية بقدرة جهاز الأمن المصري وفاعليته". وتعد هذه المرة الأولى التي يعقد فيها مؤتمر للمنظمة في إحدى دول الشرق الأوسط. وكانت الجمعية العامة للمنظمة قبلت دعوة مصر خلال اجتماعها الماضي في العاصمة الهندية نيودلهي لعقد المؤتمر في القاهرة. وقدمت مصر خلال مؤتمر نيودلهي ورقة عمل تضمنت اقتراحاً بتعديل "النشرة الحمراء" التي تصدرها المكاتب الوطنية للانتربول وتعتمدها المنظمة الدولية، بإضافة بيانات جديدة لمسايرة المتغيرات الدولية الجديدة لتكون أكثر فاعلية ومرونة في توقيف المتهمين الفارين وملاحقتهم وسرعة ضبطهم في كل الدول. وكانت المنظمة تضم عند تأسيسها في النمسا عام 1923 سبع دول فقط بينها مصر، وذكرت الجمعية العامة لمنظمة الشرطة الجنائية الانتربول في تقرير ان عقد المؤتمر في القاهرة هذا الشهر يأتي تأكيداً لما تتمتع به مصر من استقرار أمني. ويتوقع أن يصل عدد المشاركين الى نحو 700 عضو. "انجاز" وأعلن وزير الداخلية المصري السيد حبيب العادلي أمس ان اجهزة الامن "في طريقها لتصفية اوكار الارهاب"، مؤكداً ان ما تحقق من انجازات خلال الفترة الماضية "جاء نتيجة عمل جماعي لجهاز الشرطة". ووصف العادلي حالة الامن في مصر في تصريحات صحافية امس، بأنها "انجاز". واضاف: "رغم ذلك فاننا نعتبر ذلك هو اقل القليل واننا في بداية الطريق"، مؤكداً ان الاستقرار الامني "هو نتيجة لجهد رجل الشرطة واستجابة المواطن لذلك ودوره الايجابي الذي يشكل منظومة واحدة". ورد العادلي على سؤال في شأن ما اتخذته دول من مواقف لمواجهة الارهاب قائلاً "ان ما اتخذته بعض الدول من مواقف جاء متأخراً". وشدد على ضرورة التفكير "الجدي فيما نادى به الرئيس حسني مبارك عن أهمية عقد مؤتمر دولي للبحث في مشكلة الارهاب ووضع آليات تنفيذ ذلك"، مشيراً الى ان ظاهرة الارهاب "لم تقتصر على دولة بعينها وانها امتدت الى عدد من دول العالم بينها دول في افريقيا على رغم انها مستبعدة من خريطة وجود هذه العناصر". واعتبر ان "كل ذلك مؤشرات تؤكد فاعلية التعاون لمكافحة هذه الظاهرة". واشار العادلي الى ان دولا عربية حققت انجازات من خلال اقرار الاتفاق العربي لمكافحة الارهاب والاتفاقات الثنائية. واشاد بقرار السلطات اليمنية منع دخول المصريين القادمين من دول اخرى غير مصر . واعتبر ان اليمن اتخذت هذه الخطوة حتى تمنع دخول بعض العناصر الفارة والمطلوبين في مصر، ودعا الى مزيد من مثل هذه الخطوات.