هناك حديث عن انشاء دولة كردية مستقلة في شمال العراق بقرار ودعم وإسناد من الحكومة العراقية، تأخذ على عاتقها تسليح الدولة بمختلف انواع الاسلحة المتطورة. وهذا لا شك بداية تغيير في شأن القضية الكردية. لكن الرأي يأتي على شكل شرط تلقي السلاح من العراق بهدف تنظيم عمليات عسكرية داخل تركيا والتنسيق مع الحركات الكردية في الاجزاء الاخرى للغرض نفسه. هذا الشرط الملازم للاعتراف يجب ان يناقَش بهدوء وضمن اطار الحقوق ومسألة الاستقلال بعيداً عن التشنج وفرض الآراء او تحقيق اهداف ثأرية. فليس من المرجح ان يكون في مقدور الدولة الفتية ان تعلن في يوم تأسيسها الحرب على تركيا او على تركيا وإيران معاً، فهذا يعني في أقل تقدير خنقها وهدم اسسها وجرّ المنطقة بأسرها الى حرب شاملة لا يمكن التكهن بنتائجها ويكون الكرد اول المتضررين فيها على مختلف الاصعدة. ثم ان رأي الاحزاب الكردستانية العراقية، وخصوصاً الحزب الديموقراطي هو مع عدم التدخل في شؤون الاجزاء الاخرى. ان هذه الدولة الجديدة ستصبح احوج ما تكون الى الأمن والاستقرار والبناء والعلاقات الجيدة في البداية. فالحديث مع اهميته يحتوي على شروط تعجيزية لا تخدم الكرد وغير قابلة للتحقيق.