حذر رئيس منظمة "اوبك" وزير النفط والثروة المعدنية في الامارات عبيد بن سيف الناصري من ان الاضرار التي لحقت بمداخيل الدول المصدرة للنفط السنة الجارية قد تضطرها لاتخاذ "اجراءات اضافية" لتعزيز الاسعار. وقال: "ان اسباب تراجع اسعار النفط تعود في احد جوانبها الى انخفاض الطلب الدولي بسبب الوضع الاقتصادي المضطرب في دول شرق آسيا وجنوبها وانتقلت عدواه الى اليابان وروسيا ومرشحة للانتقال الى اوروبا واميركا الشمالية. واكد وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر ان صندوق النقد الدولي اخطأ في معالجة هذه الازمة. واشار الناصري، امام المؤتمر الرابع والعشرين للجمعية العربية للمتداولين في الاسواق المالية الذي بدأ اعماله في ابو ظبي امس الى ان اسعار النفط على رغم الاجراءات التي اتخذتها "اوبك" هذه السنة لا تزال دون المستويات المطلوبة مما اثر سلباً على اقتصادات الدول المنتجة. وأكد انه لا بد من اتخاذ اجراءات مناسبة لسد ما يكفي من حاجة السوق في ضوء توقعات بتراجع الطلب الدولي على النفط بسبب الازمة الاقتصادية الحالية، وعدم اغراقه بحيث تتوافر ايرادات مقبولة للدول المنتجة. ورأى وزير النفط الاماراتي ان الاوضاع الاقتصادية الحالية هي جزء من دورات اقتصادية، وتوقع عدم استمرارها لفترة طويلة. وقال: "اننا ننظر الى المستقبل بنوع من التفاؤل ولنا امل كبير بأن العالم سيجتاز الأزمة الاقتصادية الحالية بنجاح وان اسعار النفط سوف تتعزز بتضامن وتعاون الدول الاعضاء في "اوبك" والمنتجين من خارجها". وتوقع الناصري ارتفاع الطلب على النفط بمعدل 27 في المئة بحلول سنة 2010 والى 42 في المئة سنة 2020 بينما سيزداد الطلب العالمي على الغاز بمعدل 45 في المئة و85 في المئة على التوالي. وأكد امام المؤتمر، الذي يشارك فيه اكثر من 500 شخص من كبار المتعاملين في النقد والاسواق المالية والمصارف الخليجية والدولية ان تطوير الاحتياطيات النفطية وزيادة القدرة الانتاجية من دول "اوبك" يتطلب استثمارات ضخمة قد تكون غير متوافرة حالياً لدى الدول المنتجة بسبب المستوى المتدني للأسعار في الوقت الحاضر. وقال جيمس بيكر، المتحدث الرئيسي الثاني امام المؤتمر، ان صندوق النقد الدولي اخطأ في معالجة الازمة الآسيوية. وقال: "ان جهود الصندوق للعمل على تثبيت الاقتصادات المضطربة يؤخذ عليها الشيء الكثير خصوصاً في صناعة القرار". واضاف: "ان الصندوق فشل مراراً في وضع الظروف المحلية الخاصة للدول في الاعتبار. وأكد ان صندوق النقد الدولي يحتاج بصورة واضحة للاصلاح لكنه "يظل يلعب دوراً مهماً ومؤثراً في توفير السيولة المطلوبة بصورة ملحة وتطمين المستثمرين الدوليين". وقال جيمس بيكر، في معرض البحث في حلول للأزمة انه "لا بد للدول من مواصلة تحركها نحو انظمة اقتصادية وسياسية متجسدة" وقال: "لا بديل عن الاقتصادات المنسقة القاعدة". ولفت الى ان المحاولات الراهنة لغرض هيمنة الحكومة على الاقتصاد خصوصاً في ماليزيا وقال: "انها تحتاج الى أطر طويلة للنمو مهما وفرته من انفراجات قصيرة المدى". وذكر بيكر ان الدرس المستفاد من الازمة في جنوب شرقي آسيا كان واضحاً في بلد مثل كوريا الجنوبية وتايلاند، حيث تمكنت حكومات منفتحة من متابعة اصلاحات اقتصادية صعبة بصورة لم تمارسها جاراتها الاكثر "اوتوقراطية".