لم يكن الطلب الذي تقدمت به زوجة مذيع تلفزيوني أميركي مشهور امام القضاء للسماح لها بإنهاء حياة زوجها بيدها، ليحتل صدارة الصحف على مدى اسبوعين في الولاياتالمتحدة لولا اعتراض والدة المذيع على طلب الكنّة. وكان احد القضاة في مدينة مانساس في فيرجينيا سمح لزوجة المذيع التلفزيوني السابق هيغ فين 44 عاماً بنزع الانابيب التي تُبقي زوجها على قيد الحياة، لكنه مُنح في المقابل الطرف الخصم وهو والدة فين وبعض افراد عائلته مهلة تسعة ايام للاستئناف. فقبل ثلاث سنوات ونصف السنة تعرّض فين لحادث سيارة في لويسفيل فأصيب بتلف دماغي قال الاطباء ان فرصه في الشفاء منه ضئيلة، وأبقوا على انابيب التغذية الصلة الوحيدة التي تربطه بالحياة. وأدى قرار الزوجة ميشيل التقدم بطلب انهاء حياة هيغ المعلل بأنه "لا يريد الاستمرار في مثل هذا الوضع"، الى انقسام عائلته. فشقيقته إليزابيث اعلنت معارضتها نزع الانابيب طالبة رفع الشكوى الى محكمة فيرجينيا العليا، في حين سألت شقيقته الثانية كارين عن سبب طلب الاستئناف ما دامت صحة شقيقها لن تتحسن. فردت عليها والدتها بغضب "وهل انت الله؟". اما الشقيقة الثالثة جوان فبررت رفضها بالقول انها يصعب عليها الموافقة على وضع شقيقها في القبر لأنه عندئذ لا يمكن القيام بشيء. لكن محامي الزوجة غريغوري مورفي يؤكد ان هيغ لا يتجاوب مع اي شيء وان كل ما يصدر عنه اصوات وحركات لها علاقة ببلعومه حيث الانابيب التي تمده بالسوائل. وفي معرض رده على شهادة ممرضة قالت انها سمعت هيغ يقول لها "هاي" اعتبر محامي الزوجة ان "سماع صوت صادر عن هيغ انما هو مجرد أوهام يريد اصحابها تفسيرها كما يشاؤون". ما هو الأصلح؟ مؤيدو الوالدة ومن معها من اولادها نظموا مسيرات يومية وحملوا لافتات تدعو الى "عدم قتل هيغ"، لكن العائلة ما لبثت ان تراجعت وقررت السماح للزوجة بإنهاء حياة زوجها. وقال شقيقه جون "تقرر إسقاط الاعتراض بعد لقاء جمع العائلة مع ميشيل محوره سؤال واحد: ما هو الأصلح لشقيقي هيغ، وفي النتيجة ارتأينا ان هيغ لم يكن يريد ان يستمر في مثل هذه الحال وتوافقنا على نزع انابيب التغذية لكننا لن نعلن متى". واذا كان القانون في فيرجينيا يسمح للاوصياء على اشخاص في مثل حال هيغ رفض المعالجة التي يخضع لها هؤلاء بعد فشل كل الجهود لتحسين حال المريض، فإن القانون في أوريغان يسمح بالانتحار الاختياري في حال الاصابة بمرض عضال لا أمل في الشفاء منه. وكانت الكنيسة الكاثوليكية وبعض السياسيين حاولوا جاهدين اقناع سكان هذه الولاية بعدم التصويت بالموافقة على مثل هذا المشروع "لأن الانتحار الاختياري يوازي الاجهاض"، الا انهم فشلوا لأن سكان الولاية اعتبروا ان الامر شأن يخصهم وحدهم.