تشير تقديرات سوق العقار السعودية خلال العام الجاري الى نمو ملحوظ في نسبة الإستثمارات النسائية في العقارات بأنواعها، إذ يقدر المختصون متوسط النمو السنوي في عدد المستثمرات في هذه السوق بأكثر من 50 في المئة. ويؤكد خبراء السوق على زيادة جاذبية هذا النوع من الإستثمارات لدى السعوديات باختلاف مستوياتهن الإجتماعية والإقتصادية. ومما يشجع السيدات على دخول السوق وجود تسهيلات متمثلة في التقسيط من جهة وانخفاض أسعار بعض العقارات من جهة أخرى، الأمر الذي وجه النساء العاملات لوضع جزء من رواتبهن في الإستثمارات العقارية، إضافة الى عدم وجود عوائق من الحكومة تحول بين تملك السيدة لأي عدد من العقارات مهما كانت نوعيتها، ومن جهة أخرى تتمتع السوق العقارية في السعودية بمميزات عدة مثل عدم تعرضها لتقلبات شديدة كالتي تشهدها سوق الأسهم على سبيل المثال، ما يبعدها نوعاً ما عن المخاطر التي تجعل الأنواع الأخرى من الإستثمارات أقل جاذبية في نظر كثير من السيدات، وأخيراً فإن تملك العقارات لا يتنافى مع كون السيدة المستثمرة صاحبة وظيفة حكومية كما هي الحال في الإستثمار التجاري. وتفضل المستثمرات شراء الأراضي أو البنايات ذات الطوابق المتعددة لاستخدامها في أغراض إستثمارية، إما مستقبلية في حال الأراضي أو حالية عند تأجير العقار والإستفادة من الدخل السنوي المتحصل، ويمكن في الوقت الحاضر شراء أراضي في أطراف مدينة جدة بمبالغ تنخفض إلى مستوى 20 ألف ريال للقطعة 5.33 ألف دولار، في حين تعرض مكاتب عقارية عدة أراض بالتقسيط بحيث لا تزيد قيمة القسط الواحد عن ثلاثة آلاف ريال شهرياً 800 دولار. تقسيط ويوجد في مدينة جدة عدد من شركات العقار السعودية تعمل في مجال بيع عقارات مملوكة لها بالتقسيط مثل شركة "تمليك" و"الشركة السعودية للتطوير العقاري" وغيرهما، إضافة إلى شركات أخرى تتيح البناء في مواقع يمتلكها أفراد بالتقسيط. ويتمكن الأفراد المتعاملون مع النوعية الأولى من الشركات تملك فلل سكنية في مواقع مختلفة وبمساحات تراوح بين 300 و1000 متر مربع. وبالطبع ترتفع الأسعار كلما زادت المساحة ومواصفات البناء المطلوبة وتبدأ الدفعة الأولى لبعض تلك العقارات من 100 ألف ريال 26.7 ألف دولار، فيما تبلغ الأقساط السنوية نحو 80 ألف ريال 21.3 ألف دولار، وتزيد حسب سعر العقار ومدة التسديد التي تراوح بين خمس سنوات وعشرين سنة في بعض الحالات. وتشير السيدة فريال عبدالستار صاحبة مؤسسة "مرمر للإستثمارات العقارية" الى أن السيدات عادة يفضلن استثمار أموالهن في قنوات مؤكدة الأرباح وأنه حتى في حال عدم وجود أرباح في المدى القصير، فإنهن يضمن عدم التعرض للخسائر وبخاصة الكبيرة منها، وبالتالي فثقتهن ترتفع في هذه النوعية من الإستثمارات. وتؤكد السيدة فريال، التي لا يقتصر عملها على السوق المحلية بل ينتشر في بعض الدول العربية مثل لبنان ومصر، إلى أن الأسواق العقارية أكثر أنواع الإستثمار ملاءمة للسيدات، إذ لا يحتجن معها الى بذل مجهود كبير مثل المشاريع التجارية. ومن جهتهم يؤكد أصحاب المكاتب العقارية في مدينة جدة إرتفاع نسبة مساهمة النساء في سوق العقارات المحلية. ويعتقد السيد عبدالله الغامدي تاجر عقارات أن هذه النسبة تراوح بين 25 و30 في المئة من الإجمالي حالياً، ويتوقع أن تزيد خلال السنوات المقبلة، مشيراً الى أن نسبة النمو في عدد المستثمرات في العقار يصل الى أكثر من 50 في المئة سنوياً. ويتفق السيد عوض المالكي شريك في أحد مكاتب العقار في جدة مع الرأي السابق، ويرى أن سوق العقار شدّت شريحة أكبر من السيدات في الآونة الأخيرة، ولم تعد مقتصرة على صاحبات رؤوس الأموال الضخمة، والموظفات ذوات المرتبات المرتفعة فقط بل تعدتهن لتشمل جميع الفئات ذات المداخيل الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، خصوصاً مع إمتداد الرقعة السكانية لأطراف وضواحي المدن الرئيسية. ويطرح العديد من المكاتب العقارية في المدن الكبرى من السعودية مخططات تحتوي آلاف القطع التي تبدأ مساحاتها من 500 متر مربع تقريباً، وتختلف أسعارها باختلاف مواقعها وواجهاتها. وبالطبع كلما ابتعدت المخططات عن حدود المدينة الرئيسية ينخفض السعر، كما أن العامل الأساسي الآخر المؤثر في السعر يكون الجهة التي تقع فيها الأرض. وعلى سبيل المثال فإنه عادة ما تجتذب المواقع الشمالية والغربية لمدينة جدة المشترين في حين ينخفض الطلب على النواحي الشرقية والجنوبية من المدينة وبالتالي تقل أسعارها. وكلاء ولم يعد الطلب النسائي على العقارات مقتصراً على ما يتاح داخل السعودية، فمع وجود وكلاء سعوديين لمشاريع عقارية تنفذ في الدول العربية واجتذاب أصحاب تلك المشاريع للراغبين في الإستثمار بإتاحتهم التقسيط من دون فوائد، إتجهت أنظار صاحبات الدخول الشهرية المنتظمة لهذه النوعية من الإستثمارات التي تمكنهن من تملك عقار في دول عربية مثل مصر ولبنان خلال أعوام قصيرة. وتعلق السيدة عائشة سعيد على رغبتها في شراء عقار خارج السعودية بأنها تمضي إجازتها مع عائلتها كل عام في مصر، وتمكث في إحدى الشقق المفروشة أو الفنادق حسب المدة المقررة للإقامة، لذا ترى أن امتلاك منزل هناك يوفر عليهم الجهد المتمثل في البحث عن سكن مريح ونظيف خلال فترات الإجازات إضافة الى توفير المال وبالتالي إمكان قضاء فترة إجازة أطول من الحالية. مشاريع في مصر ويبرر السيد أحمد كامل تنفيذي المبيعات في "سوق الرحالة الدولي" وكلاء البنك العقاري المصري في السعودية، إجتذاب المشاريع المقامة في أنحاء مصر للمستثمرات السعوديات بتفضيل غالبيتهن قضاء كل العطل المدرسية هناك لقربها وتعود السياح السعوديين عليها. ويجد السيد كامل أن التسهيلات في الأقساط والتي لا تتضمن أي فوائد تحصل من هذه المشاريع أكثر جاذبية للسيدات اللواتي يرغبن دائماً في استثمار مواردهن المالية بسيطة كانت أم كبيرة في قنوات تحقق لهن عدة فوائد مع عدم وجود خسائر