إرتفعت الأصوات في مصر، مشيدة بقرار اتحاد كرة اليد الذي أشرك منتخب الشباب، بطل افريقيا، في بطولة العرب الأولى في القاهرة، وأكد المؤيدون للاتحاد قدرة شباب مصر على احراز اللقب وسط جمهورهم الكبير. لكن الملعب كشف خطأ التوقع، لأن منتخب مصر تعادل مع المغرب ثم خسر من السعودية في نصف النهائي وخسر من سورية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. عندئذ فقط، أحس البعض بحجم الخطأ الذي ارتكبه الاتحاد المصري بحجب المنتخب الأول، سادس العالم، عن المشاركة والتفريط في لقب مضمون. ومع ارتفاع طفيف للأصوات المعارضة، اضطر الدكتور حسن مصطفى رئيس اتحاد كرة اليد نائب رئيس الاتحاد العربي الى عقد مؤتمر صحافي، لشرح مبررات مشاركة مصر بمنتخب الشباب بدلاً من المنتخب الأول. وليته لم يعقد مؤتمره... ففي خضم دفاعه عن الاتحاد، وقع حسن مصطفى في أخطاء فنية كثيرة وقلب حقائق عدة. والمرير، الذي لا يمكن غفرانه، كان تصريحه المباشر والواضح بأن البطولات العربية غير مهمة على الاطلاق، وأن منتخب مصر لليد يشارك في هذه البطولات شرفياً فقط، وأنه لا يهتم إلا بالفوز ببطولة العالم والدورات الاولمبية وبطولة افريقيا! وهكذا، وقع رئيس الاتحاد المصري نائب رئيس الاتحاد العربي في خطيئة لا يقبل أحد بوقوعها خصوصاً أنها تأتي من رجل يفترض أنه يعمل لدعم كرة اليد العربية وتقويتها وتطويرها. ماذا لو فازت مصر باللقب؟ في تلك الحال، كانت ستتغير الأقوال، وسيشيد الاشخاص أنفسهم بقوة البطولات العربية للدلالة على قوة منتخبهم. واذا كان حسن مصطفى واتحاد اليد المصري أخطآ بدفع منتخب الشباب بدلاً من المنتخب الأول، فقد سبقتهما الى الخطأ ذاته اتحادات المغرب ومصر والجزائر في كأس العرب لكرة القدم بإشراكها المنتخبات الاولمبية. ويبقى الخطأ الأكبر في قبول هذا التجاوز. أهلاً ببطولة عربية تشارك فيها أربع أو خمس دول فقط بأقوى تشكيلاتها بدلاً من بطولة يشارك فيها 12 فريقاً، ويتبارى خلالها رجال مع آخرين في عمر أولادهم.