ساقها اليسرى اصطناعية بعدما طحنت ساقها الطبيعية دراجة الشرطة النارية في لندن في 1993. غير ان هيثر ميلز قفزت فوق مأساتها واشتركت اخيراً في اسبوع الموضة في لندن وجذبت الاضواء الاعلامية والاعلانية. تركتها امها وهي في التاسعة من عمرها. ربّت شقيقتها وشقيقها، وهربت لتعمل في سوق خيرية وعاشت في الشوارع اربعة اشهر ثم اصبحت عارضة ازياء بعدما ربحت مسابقة نظمتها صحيفة بريطانية في 1985. في 1990 سافرت الى شمال يوغوسلافيا في رحلة ترفيهية وبقيت هناك لمساعدة اللاجئين من الحرب الاهلية. وتنقلت بين انكلترا وسلوفينيا واستخدمت اموالها التي حصلت عليها كعارضة ازياء لمساعدة اللاجئين. وجمعت تبرعات خيرية لدعم ضحايا الحب من المعوقين. في 1994 سافرت الى زغرب بساق اصطناعية والى كمبوديا في رحلة خيرية. ومنحت جائزة ذهبية على انجازاتها البارعة قدمها لها رئيس الحكومة البريطانية السابق جون ميجور، وحازت جائزة "الانجاز الانساني" قدمتها لها صحيفة "التايمز" اللندنية، واختارتها غرفة التجارة البريطانية "شابة العام البارزة"، ورشحت لجائزة نوبل. وطلب منها التحدث في ندوات ولقاءات عالمية وشاركت في حملات ضد الألغام الارضية وظهرت على التلفزيون وركضت في الماراثون، وتلعب كرة المضرب وتتزلج على الجليد وتتسلق وتركب الخيل وهي في عمر الثلاثين وتملك بيتاً فخماً في حي سوهو اللندني الفاخر. تركض بسرعة على رجلها الطبيعية وعلى ساقها الاخرى الاصطناعية من مادة ألياف كربونية وكيماوية. وتتمرن للاشتراك في الالعاب الاولمبية للتزلج على الثلج في ساق خاصة بالتزلج من دون جزمة. وتلعب في حوض السباحة، وتهوى رياضة الامواج المتكسرة على الشاطئ وترقص. بريطانية على ساق واحدة تتحدى الظروف بثقة بالنفس تقهر المأساة التي قطعت ساقها الى الابد. انها معوقة لكنها انتصرت على نفسها بنفسها وتجاوزت ساقها المقطوعة ولا تهتم بملابسها او بأحذيتها تريد ان تكون امرأة مختلفة تشعر بأنوثتها ولو من دون ساق وتفرض وجودها على مجتمعها. ساقها ما بين الكعب والركبة مصنوعة من مركّب سيليكوني عضوي مشابه لساقها اليمنى كلفتها حوالى 5 آلاف جنيه استرليني. والدتها فقدت ساقها في حادث سيارة وهي في نفس العمر الذي فقدت فيه هيثر ساقها في حادث دراجة البوليس الانكليزي. كانت أمها طبيبة نفسانية ثم ماتت ودخل والدها السجن. انها مقاتلة طموحة تريد ان تصبح وزيرة للصحة في بريطانيا عندما تصل الى سن الاربعين. تبذر بذورها وتمضي ولا تريد جزاء ولا شكوراً. بعد شهر على الحادث الذي تعرضت له في لندن، كان هيثر ضيفة في حفلة عشاء فتقدم منها أحد المدعوين قال: "انه شيء عظيم ان تحولي الحادث الى شيء ايجابي. أصبحت مشهورة جداً. يمكننا جميعاً ان نصبح مشهورين اذا قطعنا ساقنا". جميلة فقدت ساقها ومع هذا فهي تعتني بالساق الاصطناعية. تلمعها وتصبغ اظافرها الاصطناعية بألوان زاهية. هي في قلب المجتمع وفي عيون الناس ونجمة في الحياة العامة. اخذت ساقها الاصطناعية الى عالم الفن والجمال والموضة والأزياء. تلتقي المشاهير وتعمل مع المصورين والمصممين كرمز اجتماعي للتغيير أبعد من الساق المقطوعة. كل ذي عاهة جبّار. "... عندما فقدت ساقي أصبحت اكثر صداقة مع الرجال"، تقول هيثر ميلز وتضيف: "كل صديق اخرج معه الى السهرات يسأله اصحابه قبل لقائي: كيف تبدو الحياة عندما تسهر مع فتاة بساق واحدة؟". فيرد: "انها اكثر مرونة وقبولاً للتكيّف مما هي مع معظم الفتيات".